responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 212

استخلاف عمر بن الخطاب‌

[1] و تقلد أمر الأمة و خلافة المسلمين بعد أبى بكر صاحبه و رفيقه و ظهيره و وزيره عمر ابن الخطاب رضى الله عنهما، بعهد أبى بكر إليه بذلك، و استخلافه إياه عليه، نظرا للدين، و نصيحة لله و للأمة، و ذلك لما استعز بأبى بكر رضى الله عنه، وجعه، و ثقل، أرسل إلى عثمان و على و رجال من أهل السابقة و الفضل من المهاجرين و الأنصار، فقال:

قد حضر ما ترون، و لا بد من قائم بأمركم يجمع فئتكم و يمنع ظالمكم من الظلم، و يرد على الضعيف حقه، فإن شئتم اخترتم لأنفسكم، و إن شئتم جعلتم ذلك إلىّ، فو الله لا آلوكم و نفسى خيرا. قالوا: قد رضينا من اخترت لنا، قال: فقد اخترت عمر، و قال لعثمان: اكتب: هذا ما عهد أبو بكر فى آخر عهده بالدنيا خارجا منها، و عند أول عهده بالآخرة داخلا فيها، حين يتوب الفاجر و يؤمن الكافر و يصدق الكاذب، عهد أنه يشهد أن لا إله إلا الله و أن وعد الله حق و صدق المرسلون، و أن محمدا رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) و خاتم النبيين صلى الله عليه و على أنبيائه و رسله، و قد استخلفت.

و لما انتهى أبو بكر إلى هذا الموضع ضعف و رهقته غشية، فكتب عثمان: و قد استخلفت عمر بن الخطاب، و أمسك، حتى أفاق أبو بكر فقال: أ كتبت شيئا؟ قال: نعم، كتبت عمر بن الخطاب، فقال: رحمك الله، أما لو كتبت نفسك لكنت لها أهلا، فاكتب: قد استخلفت عمر بن الخطاب بعدى عليكم، و رضيته لكم، فإن عدل فذلك ظنى به، و رأيى فيه، و ذلك أردت، و ما توفيقى إلا بالله، و إن بدل فلكل نفس ما كسبت و عليها ما اكتسبت، و الخير أردت، و لا أعلم الغيب، و سيعلم الذين ظلموا أى منقلب ينقلبون.

و التوى عمر رضى الله عنه، على أبى بكر (رحمه الله)، فى قبول عهده، و قال: لا أطيق القيام بأمر الناس، فقال أبو بكر لابنه عبد الرحمن: ارفعنى و ناولنى السيف، فقال عمر:

أو تعفينى؟ قال: لا، فعند ذلك قبل.

ذكر هذا كله أبو الحسن المدائنى، و ذكر بإسناد له عن أبى هريرة و غيره أنه لما عهد أبو بكر إلى عمر عهده قال له: يا عمر، إن لله حقا فى الليل لا يقبله فى النهار، و حقا فى النهار لا يقبله فى الليل، و لا يقبل نافلة حتى تؤدى الفريضة، و إنه يا عمر إنما ثقلت‌


[1] راجع: المنتظم لابن الجوزى (4/ 131).

اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 212
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست