اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي الجزء : 2 صفحة : 214
ينفعهم، و قطيفة قيمتها خمسة دراهم؟ قال: فما ترى؟ قال: ترده عليهم، قال: لا و رب الكعبة، لا يكون ذلك و أنا حى، يخرج منه أبو بكر و أرده أنا على عياله [1].
و عن المسور بن مخرمة أو علقمة بن أبى الفغواء الخزاعى قال: أرسل أبو بكر إلى عمر و هو مريض، فأتاه، فقال: يا عمر، إنى كنت أرى الرأى فتشير علىّ بخلافه، فأتهم نفسى لك، ألا إنى قد عصيتك فى استعمال شرحبيل بن حسنة، و قلت: أخاف ضعفه، فقلت لك: قد كان له فى الإسلام نصيب، و قد أحببت أن أبلوه، فإن رأيت ما أحب أثبته، و إن بلغنى عنه ضعف استبدلت به، فلا عليك أن تقره على عمله، و كنت تنهانى عن يزيد بن أبى سفيان، فقلت لك: إن له موضعا فى قريش، و نشأ بخير، و كان فيه، و قد أحببت أن أقيم له شرفه، فلا عليك أن تقره على عمله، و رجل لم أوصك بمثله و لا أراك فاعلا، قال: تريد خالدا؟ قال: أريده.
فقال عمر: أما شرحبيل بن حسنة فقد كنت أشير عليك أن لا تبعثه، و خفت ضعفه، و أمرتك أن تبعث مكانه عمار بن ياسر، و لم يبلغنا عنه إلا خير، و لست عازله إلا أن يبلغنى عنه ما لا أستحل معه تركه، و أما يزيد فقلت لك: غلام حديث السن لا سابقة له، ابعث مكانه سعد بن أبى وقاص، فلم يكن فى أمره إلا خير، و لا أعزله إلا أن يبلغنى عنه ما لا أستحل معه تركه. و أما خالد، فو الله ما أعدك فى أمره بما لا أفعل و لا أبدأ بأول من عزله، و ما كنت أرى لك أن تجعل مع أبى عبيدة ضدا، و قد عرفت فضل أبى عبيدة.
فقال أبو بكر: أما أنى قد رأيت أبا عبيدة فى مرضى هذا آخذا بثوب رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) يتبعه، و لنعم المتبع، و رأيتنى آخذا بثوب أبى عبيدة، و لنعم المتقدم، ثم سمعت خسفا ورائى، فالتفت فإذا أنت و إذا الظلمة، فاستلحقتك و ما أبالى إذا لحقت بمن تخلف، فكأنى أسمع وقع نعليك، حتى أخذت بثوبى و التفت، فإذا نفر يخرجون من الظلمة يزدحمون، فالنجاء، النجاء يا عمر.
و كانت من جماعة من المهاجرين موافقة لأبى بكر فى استخلاف عمر ليس إلا، لما كانوا يعرفون من غلظته، فيقول أبو بكر: هو و الله إن شاء الله خيركم. و قال لبعضهم:
إنى أرى ما لا ترون، و لو قد أفضى إليه أمركم لترك كثيرا مما ترون، إنى رمقته، فإذا أغلظت فى أمر أرانى التسهيل، و إذا لنت فى أمر تشدد فيه.