اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي الجزء : 2 صفحة : 165
خير منك، فقال: لا يدعك عامله ترجع إلى الكفر، فقلت: من، قال: زياد بن لبيد، فتضاحكت، فكيف وجدت زيادا، أذكرت به أمه؟ قال الأشعث: نعم كل الأذكار، ثم قال فى آخر قوله: أيها الرجل، أطلق إسارى، و استبقنى لحربك، و زوجنى أختك أم فروة بنت أبى قحافة، فإنى قد تبت مما صنعت، و رجعت إلى ما خرجت منه من منع الصدقة، فأسعفه أبو بكر فزوجه، فكان الأشعث مقيما بالمدينة حتى كانت ولاية عمر بن الخطاب، و ثاب الناس إلى فتح العراق، فخرج الأشعث مع سعد بن أبى وقاص.
قالوا: و قدم على أبى بكر رضى الله عنه، أربعة عشر رجلا من كندة يطلبون أن يفادوا بينهم، و قالوا: يا خليفة رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم)، ما رجعنا عن الإسلام و لكن شححنا على أموالنا، و قد رجع من وراءنا إلى ما خرجوا منه و بايعوك راضين، فقال أبو بكر: بعد ما ذا؟ بعد أن وطئكم السيف؟ فقالوا: يا خليفة رسول الله، إن الأشعث غدر بنا، كنا جميعا فى الحصن، فكان أجزعنا، و كان أول من نقض، و أبى أن يدفع الصدقة، و أمرنا بذلك، و رأسنا، فلم يبارك لنا فى رئاسته. فقال: أنزل و آخذ لكم الأمان جميعا، فإن لم يكن رجعت إليكم فيصيبني ما يصيبكم، فنزل، فأخذ الأمان لنفسه و أهله و مواليه، و قتلنا صبرا بالسيف.
فقال أبو بكر رضى الله عنه: قد كنت كتبت إلى زياد بن مهاجر كتابا مع نهيك بن أوس إن ظفرتما بأهل النجير فلا تقتلاهم و أنزلاهم على حكمى.
فقال المتكلم: قد و الله قتل منا سبعمائة على دم واحد، و قد رجوناك يا خليفة رسول الله.
و لما كلمه الوفد فى أن يرد عليهم السبى و يقبل منهم الفداء أجاب إلى ذلك، و خطب الناس على المنبر، فقال: أيها الناس، ردوا على هؤلاء نساءهم و ذراريهم، لا يحل لرجل يؤمن بالله و اليوم الآخر أن يغيب عنهم أحدا، قد جعلنا الفداء على كل رأس منهم أربعمائة درهم.
و أمر أبو بكر زيد بن ثابت بقبض الفداء، و أمره أيضا بإخراج الخمس.
قال الواقدى: سألت معاذ بن محمد فقلت: أ رأيت الأربعة الأخماس، حيث أمر أبو بكر أن يفدوا بأربعمائة أربعمائة، ما فعل بها؟ قال: جمع أبو بكر ذلك كله فجعله سهمانا لأهل النجير مع ما استخرج زياد بن لبيد و المهاجر مما وجدوا فى الحصن النجير من الرثة و السلاح، و مما أصابوا من غير ذلك، فجعلوه مغنما.
اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي الجزء : 2 صفحة : 165