responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 164

نفسه و ماله إلى أن يبلغ أبا بكر، لا أدع من عين ماله شيئا يخف حمله معه إلا سار به، و أحول بينه و بين ما هاهنا مما لا يطيق حمله، حتى يأتى رأى أبى بكر فيه، فأمنه زياد على أن يبعث به و بأهله و بماله إلى أبى بكر رضى الله عنه، فيحكم فيه بما يرى.

و فتحوا له النجير، فأخرجوا المقاتلة، فعمد زياد إلى أشرافهم و هم سبعمائة فضرب أعناقهم على دم واحد، و لام القوم الأشعث، فقالوا لزياد: غدر بنا فأخذ الأمان لنفسه و أهله، و لم يأخذ لنا، و إنما نزل على أن يأخذ لنا جميعا، فنزلنا و نحن آمنون، فقتلنا. فقال زياد: ما أمنتكم، فقالوا: صدقت، خدعنا الأشعث.

قال الواقدى: و قد ذكروا فى فتح النجير وجها آخر عن أبى مغيث، قال: كنت فيمن حضر أهل النجير، فصالح الأشعث زيادا على أن يؤمن من أهل النجير سبعين رجلا، ففعل، فنزل سبعون رجلا و نزل معهم الأشعث، فكانوا أحدا و سبعين، فقال زياد:

أقتلك، لم يكن لك أمان، فقال الأشعث: تؤمننى على أن أقدم على أبى بكر فيرى فىّ رأيه، فآمنه على ذلك، و القول الأول أثبت.

و بعث أبو بكر نهيك بن أوس بن [حزمة] [1] إلى زياد بن لبيد يقول: إن ظفرت بأهل النجير فاستبقهم، فقدم عليه ليلا و قد قتل منهم فى أول النهار سبعمائة فى صعيد واحد، قال نهيك: فما هو إلا أن رأيتهم فشبهت بهم قتلى بنى قريظة يوم قتلهم النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم)، و أبى زياد أن يوارى جثثهم، و تركهم للسباع، فكان هذا أشد على من بقى من القتل، و هرب أهل الردة فى كل وجه، و كان لا يؤخذ منهم إنسان إلا قتل.

ثم بعث زياد بالسبى مع نهيك، و بعث معه ثمانين رجلا من قتيرة، و بعث بالأشعث معهم فى وثاق.

قال عبد الرحمن بن الحويرث: رأيته يوم قدم به المدينة فى حديد، مجموعة يداه إلى عنقه.

نزل نهيك بالسبى فى دار رملة بنت الحارث، و معهم الأشعث بن قيس، و لما كلمه أبو بكر جعل يقول: يا خليفة رسول الله، و الله ما كفرت بعد إسلامى، و لكنى شححت على مالى، فقال أبو بكر: أ لست الذي يقول: قد رجعت العرب إلى ما كانت الآباء تعبد، و أبو بكر يبعث إلينا الجيوش و نحن أقصى العرب دارا؟ فرد عليك من هو


[1] ما بين المعقوفتين كذا فى الأصل، و فى الاستيعاب الترجمة رقم (2667): «نهيك بن أوس بن خزمة». و انظر ترجمته فى: الإصابة (8839)، أسد الغابة الترجمة رقم (5310).

اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 164
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست