اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي الجزء : 2 صفحة : 166
و كان أبو بكر قد أمد زيادا و المهاجر بعكرمة بن أبى جهل و هو يومئذ بدبا، فسار إليهم فى سبعمائة فارس، و قدم بعد فتح النجير بأربعة أيام، فأمر أبو بكر بأن يسهم لهم فى ذلك، فأسهم لهم.
و نظرت عجوز من سبى النجير إلى الأشعث بن قيس، فقالت: قبحت من وافد قوم و رسولهم، أخذت الأمان لأهلك و مواليك و عرضتنا للسباء، و قتلت رجالنا بغدرك، و لم تواسهم بنفسك، و أنت شأمتهم، رأسوك فلم يبارك لهم فى رئاستك، و الله ما رجعوا عن الإسلام و لكن شحوا على أموالهم، فقتلوا، و رجعت أنت عن الإسلام فنجوت، ما كان أحد قط، أشأم على قومه منك.
و مما يحفظ من شعر الأشعث، يذكر الجماعة الذين ضرب زياد أعناقهم من أهل النجير و هم سبعمائة كما تقدم:
فلا رزء إلا يوم أقرع بينهم* * * و ما الدهر عندى بعدهم بأمين
فليت جنوب الناس تحت جنوبهم* * * و لم تمش أنثى بعدهم بجنين
فكنت كذات البو ضغت فأقبلت* * * إلى بوها أو طربت بحنين
لغمرى و ما عمرى على بهين* * * لقد كنت بالقتلى أحق ضنين
و يروى أن الأشعث إنما قال هذا فى الملوك الأربعة الذين قتلوا، و من روى هذا أنشد الشعر هكذا:
لعمرى و ما عمرىّ على بهين* * * لقد كنت بالأملاك حق ضنين
فإن يك هذا الدهر فرق بينهم* * * فما الدهر عندى بعدهم بأمين
فليت جنوب الناس تحت جنوبهم* * * و لم يبشرونى بعدهم بجنين
و كنت كذات البو ريعت فأقبلت* * * على بوها أو طربت بحنين
ذكر بدء الغزو إلى الشام و ما وقع فى نفس أبى بكر الصديق رضى الله عنه، من ذلك و ما قوى عزمه عليه [1]
حدث سهل بن سعد الساعدى رضى الله عنه، قال: لما فرغ أبو بكر رضى الله عنه، من أهل الردة، و استقامت له العرب، حدث نفسه بغزو الروم، و لم يطلع عليه أحدا، فبينما هو كذلك إذ جاءه شرحبيل بن حسنة فجلس إليه، فقال: يا خليفة رسول الله