responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 158

قيس بن مكشوح المرادى، فابعث به إلى فى وثاق، فسار عكرمة حتى دخل أرض مهرة، فقتل فيهم و سبى، و سار كذلك لا يطأ قوما إلا قاتلوه و قاتلهم، فقتل منهم و سبى، حتى رجعوا إلى الإسلام، و بعث بسبيهم إلى أبى بكر بالمدينة، ثم مضى على وجهه حتى خرج إلى صنعاء، فلقيه قيس و هو لا يدرى بالذى أمر فيه، فأمر به عكرمة، فجعل فى جامعة، و بعث به إلى أبى بكر، فلما دخل عليه عرفه أبو بكر بقتل داذويه، فحلف له ما يدرى من أمره شيئا، و لا يدرى من قتله، و رغب فى الجهاد فى سبيل الله، فخرج إلى قومه من مذحج، فاستجلبهم إلى الجهاد و رغبهم فيه، فخفوا فى ذلك و خرجوا حتى توجهوا إلى من بعث أبو بكر إلى الشام، فذلك أول نزول مذحج الشام.

ثم إن الأصفر العكى خرج هو و جماعة من قومه ممن ثبت على الإسلام حتى دخل نجران‌ [1]، و هو يريد قتال بنى الحارث بن كعب، فلما دخل عليهم الأصفر رجعوا إلى الإسلام من غير قتال، فأقام الأصفر فى نجران، و ضبطها، و غلب عليها ثم أمر أبو بكر المهاجر بن أبى أمية أن يستنفر من مر به من مضر و يقويهم و يعطيهم من مال أعطاه إياه أبو بكر، فسار المهاجر يؤم صنعاء، معه سرية من المهاجرين و الأنصار، فيجد المهاجر بنجران الأصفر العكى، ثم سار المهاجر إلى صنعاء و معه بشر كثير، فلقى جماعة من أصحاب الأسود منفصين، فأخذ عليهم الطريق و ألجأهم إلى غيضة، فقتل منهم و أسر، ثم أقبل بالأسرى، و مضى حتى دخل صنعاء، و قد كانت طوائف من زبيد [2] ارتدت منهم عمرو بن معدى كرب، فاجتمع إلى خالد بن سعيد من ثبت على الإسلام من مراد و سائر مذحج، فلقى بهم بنى زبيد، فانهزموا و ظفر بهم خالد، فسبى منهم نسوة، منهن امرأة عمرو بن معدى كرب جلالة، و كانت أحسن النساء، و كان عمرو فيما ذكروا، غائبا عن ذلك القتال، فلما ظفر خالد، سألت منه زبيد أن يقرهم على الإسلام و يكف عنهم، فكف عنهم، و أسلموا، و بلغ الخبر عمرا، فأقبل حتى نزل بجانب عسكر خالد، ثم خرج ليلا فتلطف حتى لقى جلالة، فقال لها: يا جلالة، ما صنع بك خالد؟ فقالت: لم يصنع بى إلا خيرا، و لم يعرض علىّ من أمره إلا كرما، قال: هل قربك؟ قالت: لا و الله، و ما يحل له ذلك فى دينه، قال: فو رب الكعبة إن دينا منعه منك لدين صدق.


[1] نجران: من بلاد اليمن، سميت بنجران بن زيد بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان. انظر:

الروض المعطار (573- 576).

[2] زبيد: مدينة باليمن بقرب الجند و معاثر، تسير فى صحراء رمال حتى تنتهى إلى زبيد، و ليس باليمن بعد صنعاء أكبر من زبيد. انظر: الروض المعطار (284)، نزهة المشتاق (20).

اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 158
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست