responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 157

موعدا أتوا لميقاته، و قد سقته الخمر حتى سكر، فسقط نائما كالميت، فدخل عليه فيروز و قيس و نفر معهما، فوجدوه على فراش عظيم من ريش، قد غاب فيه، فأشفق فيروز أن يتعادى عليه السيف إن ضربه به، فوضع ركبته على صدر الكذاب، ثم فتل عنقه فحولها، حتى حول وجهه من قبل ظهره، و أمر فيروز قيسا، فاحتز رأسه، فرمى به إلى الناس، ففض الله الذين اتبعوه، و ألقى عليهم الخزى و الذلة، و خطب الناس قيس بن مكشوح، و أظهر أن الكذاب قتل بكذبه على الله، و أن محمدا رسول الله.

و بلغ الخبر بذلك إلى رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم)، و هو فى مرضه الذي توفى فيه، فقال (صلى اللّه عليه و سلم)، و ذكر الأسود: «قتله الرجل الصالح فيروز الديلمى» [1]، ورد فيروز و داذويه الأمر إلى قيس بن المكشوح، فكان أمير صنعاء، و بها يومئذ جماع من أصحاب الأسود الكذاب، فلما بلغتهم وفاة رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم)، ثبت قيس و الأبناء و أهل صنعاء على الإسلام، إلا أصحاب الأسود.

ثم إن قيسا خاف فيروز و داذويه أن يغلباه على سلطان صنعاء، فأجمع أن يفتك بهما، فأرسل إليهما يدعوهما، فجاء داذويه فقتله، و أقبل فيروز يريده، فأخبره بقتل داذويه، فهرب منه إلى أبى بكر رضى الله عنه، و ارتد قيس بن المكشوح، و أخرج الأبناء من صنعاء، فلم يبق بها أحد إلا فى جوار، فكان الشعبى يقول فيما ذكر عنه: باليمن رجلان لو انبغى لأحد أن يسجد لشى‌ء دون الله لانبغى لأهل اليمن أن يسجدوا لهما: سيف بن ذى يزن فى الحبشة، و قيس بن مكشوح فى الأبناء الذين بصنعاء، يعنى إخراج سيف الحبشة و إخراج قيس الأبناء.

و لما بلغ خالد بن سعيد بن العاص ردة صنعاء، سار يومها، و كان فى ناحية أرض مراد، حتى دخلها، فاستعداه فيروز على قيس فى قتل داذويه، فبعث إليه من يأتى به، فذهب الرسول فأخذه، ثم أقبل به حتى إذا كان قريبا من صنعاء اختدع قيس الرسول حتى انفلت منه فدخل على خالد فقال: من جاءكم مسلما قد أصاب فى الجاهلية أشياء ما ذا عليه؟ فقال له خالد: هدم الإسلام ما قبله، فأسلم قيس، ثم خرج مع خالد إلى الصلاة فيجد فيروز فى المسجد، فقال له: يا فيروز، هل لك حاجة إلى الأمير؟.

فانكسر فيروز و دخل على خالد فاستعداه على قيس، فبعث أبو بكر إلى عكرمة بن أبى جهل، و هو يومئذ بأرض عمان: أن سر فى بلاد مهرة حتى تخرج على صنعاء، فخذ


[1] انظر الحديث فى: كنز العمال للمتقى الهندى (37472).

اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 157
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست