اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي الجزء : 2 صفحة : 156
و روى عن ابن عباس: أن رأى المهاجرين فيهم إذا استأسرهم أبو بكر، كان قتلهم، أو فداءهم بأغلى الفداء، و كان عمر يرى أن لا قتل عليهم و لا فداء، لم يزالوا محتبسين حتى ولى عمر، فأرسلهم بغير فداء.
و يروى عن عمر بن عبد العزيز: أن عمر بن الخطاب قضى فيهم بأربعمائة درهم فداء، ثم نظر فى ذلك، فقال: لا سباء فى الإسلام و هم أحرار، و الأول أكثر.
و عن عروة قال: لما قدم أهل غزو دبا قافلين، أعطاهم أبو بكر خمسة دنانير خمسة دنانير [1].
ذكر ردة صنعاء
و كان الأسود بن كعب العنسى [2] قد ادعى النبوة فى عهد النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم)، و اتبع على ذلك، فتزوج المرزبانة امرأة باذان الفارسى، و كانت من عظماء فارس، و قسرها على ذلك، فأبغضته أشد البغض، و سمعت به بنو الحارث بن كعب، من أهل نجران، و هم يومئذ مسلمون، فأرسلوا إليه يدعونه أن يأتيهم فى بلادهم، فجاءهم، فاتبعوه و ارتدوا عن الإسلام.
و يقال: دخلها يوم دخلها فى آلاف من حمير، يدعى النبوة، و يشهدون له بها، فنزل غمدان، فلم يتبعه من النخع و لا من جعفى أحد، و تبعه ناس من زبيد و مذحج، و عبس و بنى الحارث و أود و مسلية و حكم.
و أقام الأسود بنجران يسيرا، ثم رأى أن صنعاء خير له من نجران، فسار إليها فى ستمائة راكب من بنى الحارث، فنزل صنعاء، فأبت الأبناء أن يصدقوه، فغلب على صنعاء و استذل الأبناء بها، و قهرهم و أساء جوارهم لتكذيبهم إياه، فبعث رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم)، رجلا من الأزد، و قيل من خزاعة، يقال له و بر بن يحنس إلى الأبناء فى أمر الأسود، فدخل صنعاء مختفيا، فنزل على داذويه الأبناوى فخبأه عنده، و تآمرت الأبناء لقتل الأسود، فتحرك فى قتله نفر منهم قيس بن عبد يغوث المكشوح، و فيروز الديلمى، و داذويه الأبناوى، و كانت المرزبانة كما تقدم قد أبغضت الأسود أشد البغض، فوعدتهم
[1] ذكر فى الروض المعطار جميع ما فى هذه القصة (232- 234).
[2] اسمه: عبهلة بن كعب، يقال له: ذو الخمار، لقب بذلك لأنه كان يقول: يأتينى ذو خمار. انظر ترجمته فى المنتظم لابن الجوزى (4/ 18- 20).
اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي الجزء : 2 صفحة : 156