responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شذرات الذهب دراسه في البلاغه القرانيه المؤلف : محمود توفيق محمد سعد    الجزء : 1  صفحة : 58
وفي الجملة (يستبدل قومًا غيركم) حذفٌ والتقدير: " يستبدل بكم قومًا غيركم، وكأنَّ في قوله " غيركم " إغناء عن ذكره ودلالة على أنهم غيرهم في طاعتهم ما استنفروا إليه، فهو قائم بمعانٍ عدَّةً، فهذه الغيرية غيرية في الذّات وفي النعت
وجاء قوله " قومًا" بيانًا للمنعوت " المستبدل" ولم يقل " خلقًا" كما في سورة "إبراهيم: ي 19،وفاطر: ي:16" أويضمر ذكرالمنعوت: " المستبدل" كما في سورة النساء: ي:113" فإنَّ في اصطفاء كلمة " قوم" هنا معنى لطيفًا:
هذه الكلمة تفيد معنى من يقوم للشيء ويقوم به أي من يجتهد في الوفاء بحق ما يطلب منه، وفي هذا تعريض بهم أنهم لم يكون قوَّامين بما استنفروا إليه، فهددهم بأن يتأتى بغيرهم يقومون بما لم يقوموا به
ولو أنَّ عظيمًا من النَّاس كان في خدمته من هو مثله في البشرية، فتقاعس قليلا، فقال له مخْدُومه: إنْ لمْ تجتهد في الخدمة استبدلتُ بك غيرك يجتهد، كانت تلك المقالة المقيمة المقعدة لذلك الخادم، لأنَّه ينظر فيها شرفه ورفعته في الناس، فخادم العظيم عظيم الخدم، فكيف يكون الأمر حين يقولها الخلاق العظيم لنا: يستبدل قومًا غيركم "؟!!!
أرهب بها وأرعب!!!
ومن بعد أنْ رتَّب اللهُ ـ تعالى ـ على ترك النِّفار إلى الجهاد في سبيل لله عز وجل أمرين جليلين: تعذيبهم عذابا أليما واستبدال غيرهم بهم هم خير منهم وأطوع لله عز وجلَّ ولرسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، زادهم تقريرًا بأنّ إخلادهم إلى الأرض عند استنفارهم لايضره شيئًا، فقال لهم:" ولا تضروه شيئا"

اسم الکتاب : شذرات الذهب دراسه في البلاغه القرانيه المؤلف : محمود توفيق محمد سعد    الجزء : 1  صفحة : 58
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست