responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شذرات الذهب دراسه في البلاغه القرانيه المؤلف : محمود توفيق محمد سعد    الجزء : 1  صفحة : 59
فقوله " لاتضروه" معطوف على " يستبدل" ومرجع الضمير فيه يحتمل أن يكون اسم الله عز وجلَّ المضاف إليه في قوله من قبل: " سبيل الله" أي لاتضروا الله شيئٍا وقد جاء في القرآن الكريم مثله: " ومَن يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللهَ شَيْئًا " {آل عمران:144} " ويَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلا تَضُرُّونَهُ شَيْئًا " {هود: 57}
والنفي هنا على سبيل التنزيل، أي تنزيل المخاطب منزلة من يحسب أنَّه بتثاقله ضارٌ دين الله عز وجلَّ، وذلك إذا ما قلنا إن النفي لايرد إلا على ما يصح إثباتُه ‘فعلا أو عقلا، فلا يقال: لاتطلع الشمس ليلا مثلاً لأنَّ طلوعها ليلا غير محتمل تحققه فعلا ولاعقلا
ويمكن أن يقال: إن الضمير راجع إلى مضاف محذوف، فيكون تقدير الكلام: ولا تضروا دين الله شيئًا.
ويحتمل مرجع الضمير أن يكون الفاعل المحذوف فيما بنى للمفعول في قوله:" مالكم إذا قيل لكم " فمن المعلوم من السياق المقامى لتنزل الآيات أن القائل لهم ذلك إنما هو رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، فيكون المعنى ولاتضروا بترك النِّفارِ من يقول لكم: انفروا في سبيل الله عزَّ جلَّ وهو رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم،
ويؤيد ذلك ما سيأتي من بعد من قوله:" إلاَّ تنصروه "
وهنا تاتى قضية دلالية: أيصحُّ أن يكون مرجع الضمير المفرد أمرين على سبيل الجمع؟
في تفسير "البقاعي " ما يفيد هذا الجمع من غير تصريح فقد قال: " ولا تضروه: "أي الله ورسوله " (15)
فهذا يستفاد منه أنه ذاهب إلى الجمع في مرجع الضمير.
لعل لهذه القضية علاقة بما وقف عنده علماء العربية وأصول الفقه من جواز إرادة معنيين من المشترك، وجواز الجمع بين الحقيقة والمجاز، وما نشأ من خلاف بين أهل العلمِ في هذا.

اسم الکتاب : شذرات الذهب دراسه في البلاغه القرانيه المؤلف : محمود توفيق محمد سعد    الجزء : 1  صفحة : 59
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست