responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء المؤلف : الراغب الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 407

من تشرّف به آباؤه و لم يتشرّف بهم‌

قال الفرزدق:

و إن تميما كلّها غير سعدها # زعانف لو لا عزّ سعد لذلّت‌

فقيل لقد وضع من قومه أكثر مما رفع من نفسه.

قال علي بن جبلة:

فما سوّدت عجلا مآثر قومه # و لكن به سادت على غيرها عجل‌

فغير عليه هذا المعنى و قيل غض عن حسبه و نقص من شأن نفسه و اقتدى المتنبي به فقال:

لا بقومي شرفت بل شرفوا بي # و بنفسي فخرت لا بجدودي‌

أنشد الحسن يوما:

لو لا جرير هلكت بجيله # نعم الفتى و بئست القبيله‌

فقال الحسن: أمدحه أم ذمه فقيل مدحه و ذم قومه فقال: ما مدحة من ذم قومه و ما فضل الولد على الوالد بأحسن من قول المتنبي حيث يقول:

فإن تكن تغلب العلياء عنصرها # فإن في الخمر معنى ليس في العنب‌

و قوله أيضا:

فإنك ماء الورد إن ذهب الورد

من ازداد شرف آبائه به‌

و لو علم الشيخان أدّ و يعرب # لسرت إذا تلك العظام الرمائم‌

قال الخوارزمي:

هو ابن الرئيس و العميد كليهما # و فوقهما قدرا و إن كان منهما

و قد يوقد الزندان نار المقابس # فتضحي من الزّندين أعلى و أعظما [1]

قال ابن الرومي:

و كم أب قد علا بابن ذرى شرف # كما علت برسول اللّه عدنان

يسمو الرجال بآباء و آونة # يسمو الرجال بأبناء و تزدان‌

من زان شرف أبيه بفعله‌

قال شاعر:

زانوا قديمهم بحسن حديثهم # و كريم أخلاق بحسن وجوه‌ [2]


[1] المقابس: جمع مقبس، موضع الحطب المثقل بالنار.

[2] يقول: إن حسن حديثهم و وجوههم زينة لتالد مجدهم و كرم خلقهم.

اسم الکتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء المؤلف : الراغب الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 407
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست