اسم الکتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء المؤلف : الراغب الأصفهاني الجزء : 1 صفحة : 197
الشاعر:
لو أشرب السلوان ما سليت # ما بي غنى عنك و ما غنيت
و كانوا إذا عضّ أحدا كلب كلب، يسقونه دم كريم، و يقولون إن ذلك يبرئه.
و يزعمون أن من لا يطلب بثاره [1] ، يخرج من قبره هامة، فتقول: اسقوني إلى أن يدرك ثاره.
و قالوا: إن من مات فحفر له قومه حفيرة فأقاموا فيها بعيرا لا يعلفونه و لا يسقونه، حتّى يموت، يكون ذلك مركبا له إلى عرصات [2] القيامة، و لا احتاج أن يحضر راجلا حافيا. و كان ذلك البعير يسمى بليّة، قال الشاعر:
احمل أباك على بعير صالح # يوم القيامة إنّ ذلك أصوب
لا تتركنّ أباك يسعى خلفهم # تعبا يخرّ على يديه و ينكب
و من علوم العامة
تزعم العامّة أن الفأرة كانت يهودية طحانة، تسرق الدقيق، فمسخها اللّه تعالى فأرة.
و سهيل كان عشارا فمسخه اللّه كوكبا. و الوزغة [3] كانت تنفخ نار إبراهيم عليه السلام فلعنها اللّه. و الخنزير تولّد من عطسة الفيل. و الهرّ تولّد من عطسة الأسد.
و إذا كسفت الشمس يقولون يا ربّ خلّصها و إذا أراد أحدهم أن يبوّل بالليل بصق أولا و إذا طنّت ذبابة كبيرة، قالوا: بشّرك اللّه بخير. و إذا أصلح بزره عضّ خرقة أو خشبة يقول حتى لا يكذب عليّ و إذا دخل الذباب ثياب أحدهم يزعمون أنه يمرض، و إذا احتكّ طرف أنفه يقولون يأكل اللحم و إذا احتكّ وسطه يقولون يأكل السمك.
و يقولون اختلاج العين يدل على رؤية من لم يره منذ حين، و أسفله يدل على البكاء و هذا باب كبير و كثير منه يجيء مفصلا في أبواب مختلفة.