responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء المؤلف : الراغب الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 190

و كان أبو بكر رضي اللّه عنه موصوفا بذلك. و قال الحسن لابن سيرين‌ [1] : تعبّر الرؤيا كأنك من ولد يعقوب، فقال: و أنت تفسّر القرآن كأنّك ممّن شهد التنزيل.

و قال ابن شبرمة: ما رأيت أحدا أجرأ على النوم و لا أجبن على اليقظة، من ابن سيرين أي يعبر الرؤيا و لا يجيب عن الفتوى.

رؤيا مستغربة

قال رجل لابن سيرين: رأيت كأني أخذت حمامة جاري فكسرت جناحها، و رأيت غرابا أسود وقع على سطح بيتي، فقال: أنت تخلف على امرأة جارك و أسود يخلفك في دارك ففتّش عن ذلك فوجده حقا.

و قال له رجل: كأني آكل خبيصا في الصلاة. فقال: الخبيص حلال و لا يجوز أكله في الصلاة، أنت تقبّل امرأتك صائما. و قال له آخر: رأيتني أطأ مصحفا. فقال له: في خفّك درهم تطؤه. فتأمّل ذلك فوجده كما قال.

و قال له آخر: رأيت كأني أصبّ زيتا في أصل زيتون. فقال له: إنك تنكح أمك فبحث عن ذلك فإذا تحته جارية كان يطؤها أبوه.

و قال له آخر رأيتني: كأني أسبح في غير ماء فقال له: إنك تكثر الأماني. و قال له آخر: رأيتني كأني أصيد ثعلبا، فقال: أنت تطلب حيلة.

و رأى عبد اللّه بن جعفر غرابا على منارة النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال سعيد بن المسيّب سيتزوج الحجّاج بابنتك، فتزوج بها الحجّاج بعد، فقيل له: كيف علمت ذلك؟فقال: المنارة أشرف ما في المدينة و الغراب فاسق.

و قالت امرأة: رأيت سنبلة تنبت على إصبعي، فقال: سعيد ستأكلين من غزلها. و قال رجل لابن سيرين: رأيتني كأن عيني اليمنى دارت على قفاي فقبلت عيني اليسرى، فقال له: لك ولدان أحدهما يفجر بالآخر. فاستكشف عن ذلك فوجده كما قال.

و رأى رجل النبي صلى اللّه عليه و سلم في منامه فشكا إليه علة كانت به، فقال له: عليك بلا و لا، فاستيقظ الرجل و تحيّر فسأل ابن سيرين، فقال: كل الزيتون فإن اللّه تعالى يقول: زَيْتُونَةٍ لاََ شَرْقِيَّةٍ وَ لاََ غَرْبِيَّةٍ [2] .

و قال رجل لسعيد: رأيت في المنام كأني أسلك طريقا، و متى قعدت كنت أقطع الطريق، و إذا مشيت لم أقطعه. فقال: أنت رجل نسّاج إذا قعدت كسبت، و إذا قمت تبطلت، فكان كما قال.


[1] ابن سيرين: هو أبو بكر محمد بن سيرين البصري. كان أبوه مملوكا لأنس بن مالك، و أمه صفية مولاة لأبي بكر الصديق روى ابن سيرين الحديث عن أبي هريرة و عبد اللّه بن عمر و روي عنه.

[2] القرآن الكريم: النّور/35.

اسم الکتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء المؤلف : الراغب الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 190
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست