responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء المؤلف : الراغب الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 187

فبلغ ذلك المأمون فزاد في ولايته قنسرين‌ [1] .

و لما صعد قتيبة بن مسلم‌ [2] منبر الريّ‌ [3] سقط القضيب من يده فتطيّر بذلك الناس، فأنشد:

فألقت عصاها و استقرّ بها النّوى # كما قرّ عينا بالإياب المسافر

وصف الفأل السوء بأنه يصيب من تفاءل به‌

قيل إياك و الفأل السوء، فقد قالت الفلاسفة: ما للنوائب رسول أبلغ في قبض الأرواح من الطيرة و الفأل السوء. و قال ابن عبّاس رضي اللّه عنهما: كنت أنا و أمير المؤمنين عند النبي صلى اللّه عليه و سلم و كان يحبّ الفأل فلما خرج أنشد:

تفاءل بما تهوى يكن فلقلّما # يقال لشي‌ء كان إلا تكوّنا

و قال علقمة:

و من تعرض للغربان يزجرها # على سلامتها لا بدّ مشؤم‌

من تشوئم به فدفع ذلك عن نفسه‌

خرج هشام بن عبد الملك يوما فلقي أعور، فأمر بأن يضرب و يحبس، و قال:

تشاءمت بك. فقال الأعور: إن الأعور يكون شؤمه على نفسه و شؤم الأحول على غيره.

أ لا ترى أني استقبلتك فلم يصبك شي‌ء، و أنت استقبلتني فنالني منك سوء. و كان هشام أحول فخجل من ذلك و خلاّه.

و خرج بعض ملوك الفرس إلى الصيد فاستقبله أعور فأمر بحبسه و ضربه، ثم مضى فتصيّد صيدا كثيرا، فلما عاد استدعى بالأعور و أمر له بصلة، فقال الأعور: لا حاجة لي في الصلة، و لكن ائذن لي في الكلام، فأذن له فقال: تلقيتني فضربتني و حبستني و تلقيتك فصدت و سلمت، فأينا أشأم؟فضحك و أعطاه.

الخطّ

كان زاجر العرب يخطّ خطّين فيقول ابنى عيان أسرعا البيان. و قال ابن عباس رضي اللّه عنه في قوله تعالى: أَوْ أَثََارَةٍ مِنْ عِلْمٍ [4] أنها الخط.


[1] قنسرين: مدينة اختلف في تفسير اسمها قال الزمخشري هي من القنّسر و القنسري الشيخ المسن، و قيل قنّ نسر، و هي كورة بالشام بينها و بين حلب مرحلة (معجم البلدان لياقوت) .

[2] قتيبة بن مسلم: من الولاة زمن بني أميّة.

[3] الريّ: مدينة قديمة في جنوبي طهران، و فيها ولد هارون الرشيد، و كانت قد فتحت بقيادة عروة بن زيد سنة 18 هـ (639 م) .

[4] القرآن الكريم: الأحقاف/4.

اسم الکتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء المؤلف : الراغب الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 187
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست