responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شعر الفتوح الاسلاميه في صدر الاسلام المؤلف : النعمان عبد المتعال القاضي    الجزء : 1  صفحة : 39
إلى المدينة؛ ولهذا بدأ بهم المسلمون، ووجهوا إليهم خالدًا. وتوجه عكرمة بن أبي جهل على اللواء الثاني إلى مسيلمة في بني حنيفة باليمامة، وشرحبيل ابن حسنة على اللواء الثالث، ليعين عكرمة على مسيلمة. فإذا فرغا منه لحق شرحبيل بقضاعة، مددا لعمرو بن العاص وقد استعصت اليمامة على عكرمة، كما استعصت على شرحبيل. ثم كان النصر لخالد بعد أن قتل مسيلمة في عقرباء.
وعقد للمهاجر بن أمية المخزومي اللواء الرابع لقتال الأسود العنسي باليمن وعمرو بن معديكرب الزبيدي، وقيس بن مكشوح المرادي ورجالهم، فإذا فرغ منهم قصد كندة وحضرموت لقتال الأشعث بن قيس والمرتدين معه. وعقد اللواء الخامس لسويد بن مقرن الأوسي؛ ليتوجه إلى تهامة باليمن. وعقد اللواء السادس للعلاء الحضرمي، لقتال الحطم بن ضبيعة أخي بن قيس بن ثعلبة، والمرتدين معه بالبحرين. ووجه حذيفة بن محصن الغلفاني من حمير على رأس اللواء السابع، لقتال ذي التاج لقيط بن مالك الأزدي المتنبي في عمان. وكانت وجهة اللواء الثامن إلى مهرة، وعليه عرفجة بن هرثمة. كما توجهت ألوية ثلاثة إلى الشمال، على أحدها: عمرو بن العاص لقتال قضاعة، وعلى الثاني: معن بن حاجز السلمي، لقتال بني سليم ومن معهم من هوازن. وعلى الثالث: خالد بن سعيد بن العاص لاستبراء مشارف الشام، واحتفظ الخليفة بقوة لحماية المدينة، وكانت دون لواء من هذه الألوية عددًا.
وكانت مهمة ألوية الجنوب صعبة؛ إذ إن موقع هذه المناطق الجغرافي جعل لبلاط كسرى في هذه الأنحاء من الصلة بها، بل من السلطان عليها ما لم يكن له بغيرها من بلاد العرب، ولسنا نستطيع أن نتجاهل أثر هذا السلطان في تحريك البواعث التي أدت إلى انتقاض العرب وردتهم. فقد رأى عاهل الفرس فيمن رأوا في رسالة محمد إليه وإلى غيره من الملوك والأمراء؛ ليدينوا بالإسلام مما أدى به إلى أن يعمل على إيقاظ نار الفتنة في بلاد ليس بها من أسباب الوحدة غير الدين الجديد، الذي يجمع كلمتها، ويضاعف قوتها، ولا شيء كالفتنة يضعضع العزائم، ويفت في أعضاء الأمم1. ولقد كان سلطان فارس على اليمن ممتدًا إلى أن دخل عاملها لكسرى في الإسلام، وصار عاملًا للنبي صلى الله عليه وسلم عليها،

1 الصديق، هيكل، ص93.
اسم الکتاب : شعر الفتوح الاسلاميه في صدر الاسلام المؤلف : النعمان عبد المتعال القاضي    الجزء : 1  صفحة : 39
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست