responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شعر الفتوح الاسلاميه في صدر الاسلام المؤلف : النعمان عبد المتعال القاضي    الجزء : 1  صفحة : 5
المقدمات
تقديم
...
بسم الله الرحمن الرحيم:
تقديم:
بقلم الأستاذ الدكتور شوقي ضيف أستاذ الأدب العربي بآداب القاهرة والمشرف على البحث:
يصحح هذا البحث ما كان قد استقر في نفوس كثرة الباحثين من أن الشعر العربي ظل في عصر صدر الإسلام ثابتًا عند موضوعاته ومعانيه القديمة، وأن الإسلام لم يخلف فيه آثارًا واضحة إلا بعض خيوط ضئيلة مبثوثة في قصائد شعراء المدينة، أما من وراءهم من شعراء نجد وغير نجد فقد ظلوا لا يتحولون ولا ينحرفون بأشعارهم عن صورة الشعر الجاهلي وما عبر عنه من مشاعر وأحاسيس وأفكار وأخيلة.
وكأن الشعراء حينئذ لم يمس الإسلام قلوبهم ولا نفوسهم مع تحولهم من الحياة الوثنية المادية إلى حياة الدين الحنيف الروحية، ومع تلاوتهم للقرآن الكريم وما يصور من عظمة الله وجلاله، ومع استئصال الإسلام لما كان في حياتهم من رذائل وآثام، ومع إحيائه لضمائرهم واستشعارهم مراقبة الله الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، ومع تبتلهم إليه وعباداتهم ورفضهم لعرض الدنيا الزائل انتظارًا لما عنده من النعيم الدائم، ومع جهادهم في نشر الإسلام وبذل أرواحهم في سبيله مخلصين صادقين.
وفي ذلك مخالفة صريحة لطبائع الأشياء؛ إذ لا يستطيع أحد أن ينكر أن للأحداث الجسام آثارًا عميقة في حياة الناس ما تلبث أن تترك ظلالها وأصداءها في شعرائهم وما ينتجون من شعر، وهل الشعر إلا تعبير عن حياة الناس وكل ما يؤثر فيها من أحداث. ولم يكن الإسلام حدثًا جسيمًا فحسب، بل كان حدثًا خطيرًا في حياة العرب الروحية والاجتماعية والسياسية، فقد أخرجهم من عالم التعبد للأوثان وقُوَى الطبيعة إلى عالم التوحيد والإيمان بالكائن الأعلى مدبر الكون
اسم الکتاب : شعر الفتوح الاسلاميه في صدر الاسلام المؤلف : النعمان عبد المتعال القاضي    الجزء : 1  صفحة : 5
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست