responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شعر الفتوح الاسلاميه في صدر الاسلام المؤلف : النعمان عبد المتعال القاضي    الجزء : 1  صفحة : 38
2- فتوح الشرق:
يجدر بنا أن نشير هنا إلى خلاف المؤرخين على الزمن الذي حدثت فيه فتوحات الشرق ووقائعها خلافًا يصبح معه تتبع الحوادث في تسلسلها التاريخي مغامرة لا تستند إلى أساس يمكن الاعتماد عليه في شيء من الدقة. فالطبري مثلًا يرى أن حروب الردة وقعت في السنة الحادية عشرة للهجرة، وأن فتح العراق تم في السنة الثانية عشرة، وأن فتح الشام تم في السنة الثالثة عشرة.
ويكاد المرء يظن حينما يطالع هذا لتعاقب أن فتح العراق لم يبدأ إلا بعد الفراغ من حروب الردة، وأن فتح الشام لم يبدأ إلا بعد أن استقر الأمر للمسلمين في العراق، لكن شيئًا من التدقيق في مراجعة الحوادث ووقوعها لا يلبث أن يحمل على الريبة في مثل هذا الظن، ففتح العراق بدأ وحروب الردة لا تزال قائمة. وفتح الشام بدأ في أعقاب حروب الردة، وجيوش خالد بن الوليد لا تزال تعالج إقرار السكينة في أرجاء العراق، وتتوقع غزوات جديدة.
وقد رأينا أن التأريخ للفتوح الإسلامية يستتبع النظر العاجل في حروب الردة، التي أسهمت في توجيه أنظار المسلمين إلى الامتداد خارج شبه الجزيرة، فضلًا عن تأكيدها لوَحْدَة الأمة الإسلامية، وصهرها في بوتقة الصراع الدامي، كتمهيد لما ينتظرها بعد من تحمل لرسالتها الجليلة.
فلم يكد أبو بكر رضي الله عنه يقضي على عبس وذبيان وبني بكر ومن انضم إليهم في الأبرق حتى انحاز فلهم إلى طليحة الأسدي ببزاخة، ورجع الصديق إلى المدينة وهو يفكر في الوسيلة التي يقضي بها على المرتدين. وكان جيش أسامة قد وصل إلى المدينة وقضى أيامًا جم فيها، فخرج الصديق إلى ذي القصة حيث وزع جنده لمحاربة المرتدين أحد عشر لواء، جعل لكل منها أميرًا، وأمره أن يستنفر من يمره به من المسلمين أولي القوة، وأن يسير لقتال المرتدين. وقد وزع الألوية توزيعًا مناسبًا في عددها وأمرائها، مع قوة القبائل التي وجهت إليها، ومبلغ إلحالحها في الردة.
فتوجه خالد بن الوليد إلى طليحة بن خويلد في بني أسد، فإذا فرغ منه سار إلى مالك بن نويرة، زعيم بني تميم في البطاح. وبنو أسد وبنو تميم كانوا أقرب القبائل المرتدة
اسم الکتاب : شعر الفتوح الاسلاميه في صدر الاسلام المؤلف : النعمان عبد المتعال القاضي    الجزء : 1  صفحة : 38
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست