25-شاعر:
سقى اللّه أطلال الوفاء بكفّه # فقد درست أحلامه و منازله [1]
26-قال رجل لسلمان رضي اللّه عنه: يا أبا عبد اللّه، فلان يقرئك السلام. فقال: أما أنك لو لم تفعل لكانت أمانة في عنقك.
27-قال حارث بن عوف بن أبي حارثة للنبي صلّى اللّه عليه و سلّم: أجرني من لسان حسان فلو مزج به البحر لامتزج. فحدث بذلك ابن عائشة فقال: أوجعه قوله:
و أمانة المري حيث لقيته # مثل الزجاجة صدعها لا يجبر [2]
28-قدم مكة كهمس بن سعد البارقي و رجل من بني زبيد، فظلم البارقي أبي بن خلف، فقال:
أ تظلمني مالي بمكة ظالما # أبي و لا قومي لديّ و لا صحبي
و ناديت قومي بارقا لنجيّتي # و كم دون قومي من فياف و من سهب [3]
سيأبى لكم حلف الفضول ظلامتي # بني خلف و الحق يؤخذ بالغصب [4]
29-و ظلم الزبيدي العاص بن وائل السهمي، فصعد الجبل رافعا عقيرته [5] :
يا للرجال لمظلوم بضاعته # ببطن مكة نائي الدرّ و النّفر
و محرم أشعث لم يقض عمرته # يا للرجال و بين الحجر و الحجر
[1] درست المنازل و الأحلام: امّحت و زال أثرها.
[2] و مثله قول الشاعر:
إن القلوب إذا تنافر ودّها # مثل الزجاجة كسرها لا يجبر
[3] الفيافي و السهب: المفاوز و الصحاري الواسعة.
[4] حلف الفضول: من أهم مبادئه الأخذ من القوي للضعيف و للغريب من القاطن، و سيشرح المؤلف سبب قيام هذا الحلف و الذين قاموا به بعد قليل.
[5] العقيرة: الصوت.