اسم الکتاب : ربيع الأبرار و نصوص الأخبار المؤلف : الزمخشري الجزء : 4 صفحة : 178
فقال: أيها الأمير، ما أحب و اللّه أن يخزيه اللّه إلا بشعري، و تشفع له، فقال خالد: اشفع إلي فيه على رءوس الملأ ليكون أذل له، فشفع له على رءوس الإشهاد، فدعا خالد بالفرزدق و قال: إن جريرا قد شفع فيك و إني مطلقك بشفاعته، فقال الفرزدق: أسير قسري، و طليق كلبي!بأي وجه أفاخر العرب بعدها؟ردوني إلى السجن.
20-سمع الفرزدق الفضل بن العباس اللهبي [1] [يقول]:
و أنا الأخضر من يعرفني # أخضر الجلدة من بيت العرب
من يساجلني يساجل ماجدا # يملأ الدلو إلى عقد الكرب [2]
فقال: بم أساجلك؟فقال:
برسول اللّه و ابني عمه # و بعباس و عبد المطلب
فقال: أعض اللّه من يساجلك بما أبقت المواسي من أمه.
21-ذكر أعرابي قوما فقال: ما نالوا شيئا بأناملهم إلا وطئناه بأخامص أقدامنا [3] ، و إن أقصى مناهم لأدنى فعالنا.
[1] الفضل بن العباس اللهبي: هو الفضل بن العباس بن عتبة بن أبي لهب الهاشمي القرشي شاعر من فصحاء بني هاشم. كان شديد الأدمة أتاه السواد من قبل أمه و كانت حبشيّة و لذلك قال: أنا الأخضر من يعرفني. و الأخضر الشديد الأدمة. كان معاصرا للفرزدق و الأحوص و له معهما أخبار كثيرة. و كان الحزين الكناني مولعا به يهجوه.
مدح عبد الملك بن مروان و هو أول هاشمي مدح أمويا بعد ما كان بينهما فأكرمه كما مدح الوليد بن عبد الملك فأكرمه و أجازه. و كان بخيلا و في شعره عذوبة ورقة و هو دون الطبقة الأولى من معاصريه و هو من شعراء الحماسة توفي في خلال خلافة الوليد ابن عبد الملك نحو سنة 95 هـ-.
[2] السجل: هو الدلو إذا كان فارغا و كان العرب يتساجلون أي يتفاخرون بمن يسقي بالدلو أكثر و الكرب الحبل يشد في وسط العراقي ليلي الماء فلا يعفن الحبل الكبير.
[3] أخامص أقدامنا: و أخامص جمع خمص و هو ما لا يصيب الأرض من باطنها.
اسم الکتاب : ربيع الأبرار و نصوص الأخبار المؤلف : الزمخشري الجزء : 4 صفحة : 178