responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : حياة الحيوان الكبري المؤلف : الدميري    الجزء : 1  صفحة : 394

على أعلاه حديدة و يقرأ العزيمة و يكررها، و هو يجرد موضع الألم بالحديدة حتى ينتهي في جرد السم إلى أسفل الوجع، فإذا اجتمع في أسفله، جعل يمص ذلك الموضع حتى يذهب جميع الألم و لا اعتبار بفتور العضو بعد ذلك. و هي هذه: سلام على نوح في العالمين، و على محمد في المرسلين، من حاملات السم أجمعين، لا دابة بين السماء و الأرض إلا و ربي آخذ بناصيتها أجمعين، كذلك يجزي عباده المحسنين، إن ربي على صراط مستقيم نوح نوح نوح. قال لكم نوح: من ذكرني فلا تلدغوه إن ربي بكل شي‌ء عليم، و صلّى اللّه على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم. و رأيت بخط بعض المحققين، من العلماء، أن يوقف الملسوع أو رسوله، أو المكلوب أو شارب السم قائما ثم يخط دور قدميه، يبدأ بالخط من إبهام الرجل اليمنى حتى ترجع إليها ثم يخط بين قدميه خطا و يكون ذلك بسكين فولاذ، ثم يأخذ من تحت مشط رجله اليمنى، و من تحت كعبه الأيسر ترابا، و يرميه في إناء نظيف، و يسكب عليه ماء، ثم يأخذ السكين و يوقفها في وسط إناء آخر، و يكون رأس السكين إلى فوق، و يسكب الماء الذي في الإناء على السكين التي في الإناء الثاني، و يرقي بهذه الرقية، و يكون فراغ الماء مع فراغ الرقية، ثم يجعل النصاب إلى فوق، و يسكب الماء كأول مرة، ثم يجعل رأسها إلى فوق أيضا، و يفعل كأول مرة. ثم يسقي الملسوع أو رسوله أو المكلوب أو شارب السم. و هي: سارا سارا في سارا عاتي نور نور نور أنا و أرميا فاه يا طورا كاطوا برملس أوزانا أو صنانيما كاما يوقا بانيا ساتيا كاطوط اصباوتا ابريلس توتي تنا أوس. فإنه يبرأ بإذن اللّه تعالى كما جرب مرارا و ما أحسن قول القائل:

قالوا: حبيبك ملسوع فقلت لهم: # من عقرب الصدغ أو من حية الشعر

قالوا: بلى أفاعي الأرض قلت لهم: # و كيف تسعى أفاعي الأرض للقمر

و لجمال الملك بن أفلح:

و قالوا يصير الشعر في الماء حية # إذا الشمس حاذته فما خلته صدقا

فلما التوى صدغاه في ماء وجهه # و قد لسعا قلبي تيقنته حقا

غريبة أخرى:

ذكر المسعودي عن الزبير بن بكار أن أخوين في الجاهلية خرجا مسافرين، فنزلا في ظل شجرة بجنب صفاة، فلما دنا الرواح، خرجت لهما من تحت الصفاة حية تحمل دينارا فألقته إليهما فقالا: إن هذا لمن كنز هنا فأقاما ثلاثة أيام، و هي في كل يوم تخرج لهما دينارا فقال أحدهما للآخر: إلى متى ننتظر هذه الحية؟أ لا نقتلها و نحفر عن هذا الكنز فنأخذه؟فنهاه أخوه و قال له: ما تدري لعلك تعطب و لا تدرك المال، فأبى عليه و أخذ فأسا و رصد الحية حين خرجت فضربها ضربة جرح رأسها و لم يقتلها، فبادرت إليه الحية فقتلته، و رجعت إلى جحرها فدفنه أخوه، و أقام حتى إذا كان الغد، خرجت الحية معصوبا رأسها و ليس معها شي‌ء فقال: يا هذه و اللّه إني ما رضيت ما أصابك و لقد نهيت أخي عن ذلك فلم يقبل، فهل لك أن نجعل اللّه بيننا على أن لا تضريني و لا أضرك، و ترجعين إلى ما كنت عليه أولا؟فقالت الحية: لا. قال: و لم؟قالت:

لأني أعلم أن نفسك لا تطيب لي أبدا و أنت ترى قبر أخيك، و نفسي لا تطيب لك أبدا و أنا أذكر هذه الشجة. ثم أنشد أبيات النابغة الجعدي التي يقول فيها:

و ما لقيت ذات الصفا من حليفها # و كانت تريه المال رعبا و ظاهره‌

اسم الکتاب : حياة الحيوان الكبري المؤلف : الدميري    الجزء : 1  صفحة : 394
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست