responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : حياة الحيوان الكبري المؤلف : الدميري    الجزء : 1  صفحة : 395

غريبة أخرى:

في رحلة ابن الصلاح، و تاريخ ابن النجار، في ترجمة يوسف بن علي بن محمد الزنجاني الفقيه الشافعي قال: حدثنا الشيخ أبو إسحاق الشيرازي رحمه اللّه، عن القاضي الإمام أبي الطيب أنه قال: كنا في حلقة النظر بجامع المنصور ببغداد فجاء شاب خراساني يسأل عن مسألة المصراة، و يطالب بالدليل فاحتج المستدل بحديث أبي هريرة رضي اللّه تعالى عنه، الثابت في الصحيحين و غيرهما، فقال الشاب، و كان حنفيا: أبو هريرة غير مقبول الحديث، قال القاضي: فما استتم كلامه حتى سقطت عليه حية عظيمة من سقف الجامع، فهرب الناس و تبعت الشاب دون غيره فقيل له: تب تب فقال: تبت فغابت الحية و لم يبق لها أثر. قال ابن الصلاح:

هذا إسناد ثابت، فيه ثلاثة من صالحي أئمة المسلمين القاضي أبو الطيب الطبري، و تلميذه أبو إسحاق و تلميذه أبو القاسم الزنجاني. و يقرب من هذا ما رواه أبو اليمن الكندي، قال:

حدثنا عبيد اللّه بن محمد بن حمدان، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن القاسم النحوي، قال: أخبرنا الكريمي، قال: حدثنا يزيد بن قرة الدراع، يرفعه إلى عمر بن حبيب، قال: حضرت مجلس الرشيد فجرت مسألة المصراة فتنازع الخصوم فيها و علت أصواتهم فاحتج بعضهم بالحديث الذي رواه أبو هريرة رضي اللّه تعالى عنه، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم، فرد بعضهم الحديث، و قال: أبو هريرة متهم فيما يرويه، و نحا نحوه الرشيد و نصر قوله. فقلت: أما الحديث فصحيح و أبو هريرة رضي اللّه تعالى عنه صحيح النقل فيما يرويه عن النبي صلى اللّه عليه و سلم، فنظر إلى الرشيد نظر مغضب، فقمت من المجلس إلى منزلي فلم يستقر بي الجلوس حتى قيل: صاحب الشرطة بالباب. فدخل إلى فقال: أجب أمير المؤمنين إجابة مقتول و تحنط و تكفن. فقلت: اللهم إنك تعلم أني قد دافعت عن صاحب نبيك محمد صلى اللّه عليه و سلم، و أجللت نبيك أن يطعن على أصحابه، فسلمني منه. قال فأدخلت على الرشيد فإذا هو جالس على كرسي من ذهب حاسر عن ذراعيه و بيده السيف، و بين يده النطع، فلما رآني قال: يا ابن حبيب ما تلقاني أحد بالرد و دفع قولي مثل ما تلقيتني به!فقلت: يا أمير المؤمنين إن الذي حاولت عليه فيه إزراء على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و على ما جاء به. فقال: كيف ويحك؟قلت:

لأنه إذا كان أصحابه كذابين، فالشريعة باطلة و الفرائض و الأحكام من الصلاة و الصيام و الحج و النكاح و الطلاق و الحدود، كلها مردودة غير مقبولة لأنهم رواتها، و لا تعرف إلا بواسطتهم، فرجع الرشيد إلى نفسه، و قال: الآن أحييتني يا ابن حبيب أحياك اللّه ثم أمر لي بعشرة آلاف درهم.

و يقرب من هذه القصة ما سيأتي إن شاء اللّه تعالى في باب القاف في الكلام على لفظ القرد في الرجل الذي رد على معاوية بن أبي سفيان رضي اللّه تعالى عنهما و هو على المنبر.

تتمة:

قال طارق بن شهاب الزهري: كان عمر بن الخطاب رضي اللّه تعالى عنه، قد قضى في ميراث الجد مع الإخوة في قضايا مختلفة، ثم إنه جمع الصحابة رضي اللّه تعالى عنهم، و أخذ كتفا ليكتب فيه، و هم يرون أنه يجعله أبا، فخرجت حية فتفرقوا، فقال: لو أراد اللّه تعالى أن يمضيه لأمضاه، ثم إنه أتى منزل زيد بن ثابت رضي اللّه تعالى عنه، فاستأذن عليه و رأسه في يد جارية له ترجله فنزع رأسه، فقال له عمر رضي اللّه تعالى عنه: دعها ترجلك. فقال زيد: يا أمير المؤمنين لو أرسلت إلي جئتك؟فقال عمر: إنما الحاجة لي إني جئتك في أمر الجد و أريد أن أجعله‌

اسم الکتاب : حياة الحيوان الكبري المؤلف : الدميري    الجزء : 1  صفحة : 395
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست