responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : حياة الحيوان الكبري المؤلف : الدميري    الجزء : 1  صفحة : 251

و من يفتش على الإخوان مجتهدا # فجل إخوان هذا الدهر خوان

من يزرع الشر يحصد في عواقبه # ندامة و لحصد الزرع إبان

من استنام إلى الأشرار نام و في # قميصه منهم صل و ثعبان

من سالم الناس يسلم من غوائلهم # و عاش و هو قرير العين جذلان

من كان للعقل سلطان عليه غدا # و ما على نفسه للحرص سلطان

و إن أساء مسي‌ء فليكن لك في # عروض زلته صفح و غفران

إذا نبا بكريم موطن فله # وراءه في بسيط الأرض أوطان

لا تحسبن سرورا دائما أبدا # من سره زمن ساءته أزمان

يا ظالما فرحا بالعز ساعده # إن كنت في سنة فالدهر يقظان

يا أيها العالم المرضي سيرته # أبشر فأنت بغير الماء ريان

و يا أخا الجهل لو أصبحت في لجج # فأنت ما بينها لا شك ظمآن

دع التكاسل في الخيرات تطلبها # فليس يسعد بالخيرات كسلان

صن حر وجهك لا تهتك غلالته # فكل حر لحر الوجه صوان

لا تحسب الناس طبعا واحدا فلهم # غرائز لست تحصيها و ألوان

ما كل ماء كصداء لوارده # نعم و لا كل نبت فهو سعدان

من استعان بغير اللّه في طلب # فإن ناصره عجز و خذلان

و اشدد يديك بحبل اللّه معتصما # فإنه الركن إن خانتك أركان

لا ظل للمرء يغني عن تقى و رضا # و إن أظلته أوراق و أفنان

سحبان من غير مال باقل حصر # و باقل في ثراء المال سحبان‌ [1]

و الناس إخوان من والته دولته # و هم عليه إذا عادته أعوان

يا رافلا في الشباب الرحب منتشيا # من كأسه هل أصاب الرشد نشوان

لا تغترر بشباب ناعم خضل # فكم تقدم قبل الشيب شبان

و يا أخا الشيب لو ناصحت نفسك لم # يكن لمثلك في الإسراف إمعان

هب الشبيبة تبدي عذر صاحبها # ما بال شيبك يستهويه شيطان

كل الذنوب فإن اللّه يغفرها # إن شيع المرء إخلاص و إيمان

و كل كسر فإن اللّه يجبره # و ما لكسر قناة الدين جبران

أحسن إذا كان إمكان و مقدرة # فلا يدوم على الإنسان إمكان

فالروض يزدان بالأنوار فاغمة # و الحر بالعدل و الإحسان يزدان

خذها سرائر أمثال مهذبة # فيها لمن يبتغي التبيان تبيان

ما ضر حسابها و الطبع صائغها # إن لم يصغها قريع الشعر حسان‌


[1] سحبان بن زفر بن إياس الوائلي الباهلي، خطيب يضرب به المثل في البلاغة مات سنة 54 هـ-. و باقل:

علم يضرب به المثل في العي.

اسم الکتاب : حياة الحيوان الكبري المؤلف : الدميري    الجزء : 1  صفحة : 251
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست