responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المطرب من أشعار أهل المغرب المؤلف : ابن دحية    الجزء : 1  صفحة : 68
وأرقَلتُ نحو المجد فالمجُد عنده ... ولم أكُ في التَّطْلاب مّمن تَرسّلا
العنسل: الناقة السريعة.
وتصانيفه كثيرة، فمذهبتها كتاب الروض الأنف، والمشرع الروي، في تفسير ما اشتمل عليه حديث سيرة رسول الله عليه وسلم واحتوى، سمعته عليه. وأنشدني القصيد الذي صنعه فيه، الذي أوله:
من سرَّه أن يُشِيَم الطّرف من شَرفٍ ... في رَوْضةٍ جّمة الأزهار والطُّرِف
فناظُر القَلْب أولى أن يُنزّهه ... من المَعارف وسط الرّوضة الأنُف
فقد ألاحَتْ لذي لُبّ أزاهرهُا ... وقد دعَتْ لجَنَاها كَفَّ مُقْتطف
الأبيات إلى آخرها.
وأنشدنا رحمه الله وقد حضر بين يديه طعام يسمى بالمغرب " المُجبَّنات "
شَغَفَ الفُؤَادَ نَواعٌم أبكارُ ... بَرَدتْ فؤادَ الصّبِّ وهي حِرارُ
أذْكى من المِسْك الفَتِيق لناشقٍ ... وألذُّ من صَهْباءَ حين تُدار
صَفَتِ البواطنُ والظَّواهرُ مثلُها ... لكنْ حكَت ألوانَها الأزهار
فكأنما صافِي اللًّجين قُلوبها ... وكأنما ألوانُهنّ نُضَار
عَجبٌ لَها وهي النَّعيم تَصوغُها ... نارٌ، وأين من النَّعيم النار
وأملى عليّ " كتاب التعريف والإعلام، فيما أبهم في القرآن من الأسماء الأعلام " وسمعت عليه مسألة رؤية الله تعالى في المنام، ورؤية النبي عليه أفضل الصلاة وأشرف السلام، وكلامه في حديث الأمة السوداء، وأين الله؟ قالت: في السماء؛ كيف سألها عن الأينية، ولم يسألها عن إثبات إله، فيقول لها: من الرب؟ وأملى عليّ السر في الأعور الدجال، وتفسير قول النبي صلى الله عليه وسلم في: (قل هو الله أحد) ، أنها تعدل ثلث القرآن. وكلامه على قول الله تعالى: (وماَ منْ دابَّةٍ في الأرْضِ، ولاَ طَائرٍ يَطيرُ بِجنَاحَيْهِ) ، وكلامه على الله جل وعلا (يَتفيَّؤُ ظِللُهُ عَنِ اليمَيِن والشَّمائِلِ) ، وكلامه على (سبحان الله) بإعرابها وشرحها. وأملى عليّ رحمه الله " كتاب نتائج الفكر " وهو من عجائب الدهر. إلى غير ذلك من مسائله في فنون العلم والنثر والنظم. وقد أجاز لي ولأخي الحافظ أبي عمرو جميع مروياته، ومسموعاته ومجموعاته، وقال لي يوما: يا عجبا للحريري حيث يقول في بيتيه: قد أمنا أن يعززا بثالث. فقد جاء من عززهما بثالث ورابع وخامس وسادس وسابع وثامن وتاسع وعاشر وحادي عشر وثاني عشر، وأنشد بيتيه:
سِمْ سِمةً تحَسْنُ آثارُها ... واشكرُ لمن أعطَى ولو سِمْسِمَهْ
والمكَر مهما اسَطْعتَ لا تَأتِه ... لِتَقْتَنِي السؤددَ والمَكْرُمَهْ
والزيادة على البيتين:
والمَهرَ مَهْرَ العُرس لا تُغْله ... فإنّه مهما غَلا مَهْرمَهْ
مَن دَمَه صان لحِرْزِ التُّقي ... لم يَخْش من لَوْم ولا مَنْدمه
مَنْ عَمَهُ القَلْب له شِيمةٌ ... لم يَدْر ما بُؤسَي ولا مَنْعمه
أب لُمتى إلى الرِّضا واقتسم ... مالِي معي إنّ شِئْت كالأبْلمه
أب: ارجع. ولمة الجل من على قدر سنه، والأبلمة: الخوصة.
ما الكَمَة المجُتثُّ أعْراقُها ... إلا كأصل المُرتِضى مْلْكمَهْ
الملكمة: مفعلة من الضرب، يقول: لا يرتضيها إلا من لا أصل له، كالكماة. والكمة: الكمأة، سهل همزتها، فنقل حركتها إلى ما قبلها.
ما الحَمَة السّوداء إلا الوَرَى ... فلِمْ ترَى بينهمُ مَلْحمه
الحمة هي الحمأة، مسهل الهمزة.
فالهَينْ مَهلاً لا تلُم هيّنا ... في خَلْقه واحذر من الهينَمَهْ
الهيمنة: الكلام الخفي.
والهذْرَ مَهْ دعه وكُن نَاطقاً ... بالقَصد إن العَاب في الهَذْرمَهْ
هذرم في كلامه: إذا خلط؛ ويقال للتخليط: الهذرمة. والهذرمة، أيضا: السرعة في الكلام والشيء. والعاب: العيب
كْم كَمَهٍ وكم عمًى جَرَّه ... حُبُّ ذواتِ الخمْرُ والكَمْكمه
الكمه: هو الذي يولد أعمى، وقيل: هو الذي لا يبصر في الليل، قاله البخاري في التاريخ، وخالفه الناس، فقالوا: الأعشى، هو الذي لا يبصر بالليل؛ وقيل: الكمه: هو ألاّ يرى شيئا.
اسم الکتاب : المطرب من أشعار أهل المغرب المؤلف : ابن دحية    الجزء : 1  صفحة : 68
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست