responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المحاسن و الأضداد المؤلف : الجاحظ    الجزء : 1  صفحة : 47

و حدث إبراهيم بن عيسى قال: ذاكرت المنصور، ذات يوم، في أبي مسلم، و صونه السر، و كتمه حتى فعل ما فعل، فأنشد:

تقسّمني أمران لم أفتتحهما # بحزم و لم تعركهما لي الكراكر

و ما ساور الأحشاء مثل دفينة # من الهمّ ردّتها إليك المعاذر

و قد علمت أفناء عدنان أنّني # على مثلها مقدامة متجاسر

و قال آخر:

صن السّرّ بالكتمان يرضك غبّه # فقد يظهر السّرّ المضيع فيندم

و لا تفشين سرّا إلى غير أهله # فيظهر خرق الشّرّ من حيث يكتم

و ما زلت في الكتمان حتّى كأنّني # برجع جواب السّائلي عنه أعجم

لنسلم من قول الوشاة و تسلمي # سلمت و هل حيّ على الدّهر يسلم‌

و قال آخر:

أ منّي تخاف انتشار الحديث # و حظّي في ستره أوفر

و لو لم أصنه لبقيا عليك # نظرت لنفسي كما تنظر

و قال أبو نواس:

لا تفش اسرارك للنّاس # و داو أحزانك بالكاس

فإنّ إبليس على ما به # أرأف بالنّاس من النّاس‌

و قال المبرد [1] : أحسن ما سمعت في حفظ اللسان و السر ما روي لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم اللّه وجهه:

لعمرك إنّ و شاة الرّجا # ل لا يتركون أديما صحيحا

فلا تبد سرّك إلاّ إليك # فإن لكلّ نصيح نصيحا


[1] المبرد هو محمد بن يزيد الأزدي. عالم في اللغة و الأدب و الأخبار. ولد في البصرة و رحل إلى بغداد و توفي سنة 286 هـ. اهم كتبه الكامل.

اسم الکتاب : المحاسن و الأضداد المؤلف : الجاحظ    الجزء : 1  صفحة : 47
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست