responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 7  صفحة : 60

و اللّه ما أسلوكم أبدا # ما لاح نجم أو بدا فجر

قال: فلم تأت على آخر الأبيات حتى خرّ الفتى مغشيا عليه؛ فقال يزيد للجارية:

انظري ما حاله!فقامت إليه فحرّكته، فإذا هو ميت!فقال لها: ابكيه!قالت لا أبكيه يا أمير المؤمنين و أنت حيّ!قال لها: ابكيه، فو اللّه لو عاش ما انصرف إلا بك!فبكته، و أمر بالفتى فأحسن جهازه و دفنه.

عبد الملك و ابن جعفر في الغناء

قال: و حدّث أبو يوسف بالمدينة قال: حدّثنا إبراهيم بن المنذر الجذامي عن أبيه، أنّ عبد اللّه بن جعفر وفد على عبد الملك بن مروان، فأقام عنده حينا؛ فبينا هو ذات ليلة في سمره، إذ تذاكروا الغناء؛ فقال عبد الملك: قبح اللّه الغناء!ما أوضعه للمروءة، و أجرحه للعرض، و أهدمه للشّرف، و أذهبه للبهاء!و عبد اللّه ساكت، و إنما عرّض بعبد اللّه، و أعانه عليه من حضر من أصحابه-فقال عبد الملك: مالك أبا جعفر لا تتكلم؟قال: ما أقول و لحمي يتمزع و عرضي يتمزق؟قال: أما إني نبّئت أنك تغني!قال: أجل يا أمير المؤمنين، قال: أفّ لك و تفّ!قال: لا أفّ و لا تفّ، فقد تأتي أنت بما هو أعظم من ذلك، قال: و ما هو؟قال: يأتيك الأعرابي الجافي، يقول الزّور؛ و يقذف المحصنات؛ فتأمر له بألف دينار، و أشتري أنا الجارية الحسناء من مالي، فأختار لها من الشعر أجوده، و من الكلام أحسنه، ثم تردّده عليّ بصوت حسن؛ فهل بذلك بأس؟قال: لا بأس، و لكن أخبرني عن هذه الأغاني ما تصنع؟ قال: نعم، اشتريت جارية باثني عشر ألف درهم مطبوعة، فكان بديح و طويس يأتيانها فيطرحان عليها أغانيهما، فعلقت منهما حتى غلبت عليهما؛ فوصفت ليزيد بن معاوية، فكتب إليّ: إمّا أهديتها إليّ، و إمّا بعتها بحكمك. فكتبت إليه: إنها لا تخرج عن ملكي ببيع و لا هبة!فبذل لي فيها ما كنت أحسب أنّ نفسه لا تسخو به، فأبيت عليه.

فبينما هي عندي على تلك الحال، إذ ذكرت لي عجوز من عجائزنا أنّ فتى من‌

اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 7  صفحة : 60
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست