اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه الجزء : 7 صفحة : 58
و قالوا: ما صنعت؟فقال: و اللّه إني أعلم من تأويله ما لا تعلمون!
قاضي مكة و مغنية
و قال أحمد بن جعفر: حضر قاضي مكة مأدبة لرجل من الأشراف، فلما انقضى الطعام اندفعت جارية تغني:
إلى خالد حتى أنخنا بخالد # فنعم الفتى يرجى و نعم المؤمّل [1]
فلم يدر القاضي ما يصنع من الطرب، حتى أخذ نعليه، ثم جثى على ركبتيه و قال:
اهدوني فإني بدنة.
هاشمي و مغن
كان رجل من الهاشميين يحب السماع؛ فبعث إلى رجل من المغنين فاقترح عليه صوتا كان كلفا به، فغناه إياه، فطرب الهاشمي و شق ثوبا كان عليه، ثم قال للمغني:
افعل بنفسك مثل ما فعلت بنفسي!قال: أصلحك اللّه، إنك تجد خلفا من ثوبك، و إني لا أجد خلفا من ثوبي قال: أنا أخلف لك. قال: فأفعل و تفعل؟قال: أخرجتنا من حد الطرب إلى حد السّوم.
من قرع قلبه صوت فمات منه أو أشرف
يزيد و مغنية
حدث أبو القاسم إسماعيل بن عبد اللّه المأمون في طريق الحج من العراق إلى مكة، قال: حدثني أبي، قال: كانت بالمدينة قينة من أحسن الناس وجها و أكملهم عقلا و أفضلهم أدبا، قرأت القرآن و روت الأشعار و تعلمت العربية؛ فوقعت عند يزيد بن عبد الملك، فأخذت بمجامع قلبه، فقال لها ذات يوم: ويحك!أ ما لك قرابة أو أحد يحسن أن أصطنعه أو أسدي إليه معروفا؟قالت: يا أمير المؤمنين، أما قرابة فلا،