responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 7  صفحة : 57

طرب للصوتين و لم يندّ لي بشي‌ء، قلت: هو الثالث و إلا فعليه السلام. قال: فغنيته الثالث من غناء ابن سريج قول عمر بن أبي ربيعة، و يقال إنها لجميل:

ما زلت أمتحن الدّساكر دونها # حتى ولجت على خفيّ المولج‌ [1]

فوضعت كفّي عند مقطع خصرها # فتنفّست نفسا و لم تتلهّج

قالت: و حقّ أخي و حرمة والدي # لأنبّهنّ الحيّ إن لم تخرج

فخرجت خيفة قولها فتبسّمت # فعلمت أن يمينها لم تحرج

فرشفت فاها آخذا بقرونها # رشف النزيف ببرد ماء الحشرج‌

فصاح الهاشمي: أوّه!أحسن و اللّه و أحسنت!و أمر لي بألف درهم و ثلاثين حلة و خلعة كانت عليه.

و غنى ابن سريج رجلا من بني هاشم بقول جرير:

بعثن الهوى ثم ارتمين قلوبنا # بأسهم أعداء و هنّ صديق

و ما ذقت طعم العيش منذ نأيتم # و ما ساغ لي بين الجوانح ريق‌

قال: فخطف من ثوبه ذراعا، و قال: هذا و اللّه العقيان في نحور القيان!

مديني و جارية تغني‌

قال: و صحب شيخ من أهل المدينة شابّا في سفينة و معهم جارية تغني، فقال له:

إن معنا جارية تغني، و نحن نجلّك؛ فإذا أذنت لنا فعلنا. قال: فأنا أعتزل و افعلوا ما شئتم. فتنحّى و غنت الجارية:

حتى إذا الصّبح بدا ضوؤه # و غابت الجوزاء و المرزم‌ [2]

أقبلت و الوطء خفيّ كما # ينساب من مكمنه الأرقم‌ [3]

فرمى الناسك بنفسه في الفرات و جعل يخبط بيديه و يقول: أنا الأرقم!فأخرجوه


[1] دساكر: جمع دسكرة، و هي بناء كالقصر حوله بيوت للاعاجم فيها الشراب و الملاهي.

[2] المرزم: اسم لعدد من النجوم.

[3] الأرقم: ذكر الحيات أو أخبثها.

اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 7  صفحة : 57
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست