اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه الجزء : 7 صفحة : 55
كان يعرفه-، فقال ابن أبي عتيق: إنا للّه!لئن خصي لقد كان يحسن:
لمن ربع بذات الجيـ # ش أمسى دراسا خلقا
ثم استقبل ابن أبي عتيق القبلة، فلما كبّر سلّم، ثم قال لأصحابه: أما إنه كان يحسن خفيفه، فأما ثقيله فلا. ثم كبّر.
سليمان و مغن في عسكره
و كان سليمان بن عبد الملك مفرط الغيرة، فسمع مغنيا في عسكره، فقال: اطلبوه! فجاءوا به، فقال له: أعد ما تغنّيت به. فأعاد و احتفل، فقال لأصحابه: و اللّه لكأنها جرجرة الفحل في الشول، و ما أحسب أنثى تسمع هذا إلا صبت إليه!ثم أمر به فخصي.
ابن هشام و رجل صالح
و قال أبو العباس محمد بن يزيد النحوي: روي لنا أن رجلا من الصالحين كان عند إبراهيم بن هشام، فانشده إبراهيم قول الشاعر:
... إذا أنت فينا لمن ينهاك عاصية # و إذ أجرّ إليكم سادرا رسني [1]
فقام الرجل فرمى بشقّ ردائه و أقبل يسحبه حتى خرج من المجلس، ثم رجع إلى موضعه فجلس؛ فقال له إبراهيم: ما بالك؟قال: إني كنت سمعت هذا الشعر فاستحسنته، فآليت أن لا أسمعه إلا جررت ردائي كما جر هذا الرجل رسنه!
شاعر و مغن
و وقف رجل من الشعراء على رجل من المغنّين فأنشده:
إني أتيت إليك من أهلي # في حاجة يسعى لها مثلي
لا أبتغي شيئا لديك سوى # «حيّ الحمول بجانب الرّمل»