اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه الجزء : 7 صفحة : 298
و أما سارة فإنها كانت مولاة لقريش، فأتت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و اشتكت إليه الحاجة، فأعطاها شيئا؛ ثم أتاها رجل فبعث معها كتابا إلى أهل مكة يتقرّب به إليهم ليحفظ في عياله، و كان عياله بمكة، فأخبر جبريل النبيّ صلّى اللّه عليه و سلّم، فبعث النبيّ صلّى اللّه عليه و سلّم في أثرها عمر بن الخطاب و علي بن أبي طالب، فلحقاها، ففتشاها فلم يقدرا على شيء، فأقبلا راجعين، ثم قال أحدهما لصاحبه: و اللّه ما كذّبنا و لا كذبنا، ارجع بنا إليها! فرجعا إليها، فسلا سيفيهما، ثم قالا: لتدعنّ إلينا الكتاب أو لنذيقنك الموت! فأنكرته، ثم قالت: أدفعه إليكما على أن لا تردّاني إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم.
فقبلا منها ذلك، فحلّت عقاص [1] رأسها و أخرجت الكتاب من قرن من قرونها؛ فرجعا بالكتاب إلى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، فدفعاه إليه؛ فدعا الرجل و قال له: ما هذا الكتاب؟ فقال له: أخبرك يا رسول اللّه، إنه ليس ممن معك أحد إلا و له بمكة من يحفظه في عياله غيري؛ فكتبت بهذا الكتاب ليكافئوني في عيالي!فأنزل اللّه تعالى: يََا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا لاََ تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَ عَدُوَّكُمْ أَوْلِيََاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ[2] .
المصعب و قتل مرة
أمر المصعب بن الزبير رجلا من بني أسد بن خزيمة بقتل مرة بن محكان السعدي، فقال مرة:
بني أسد إن تقتلوني تحاربوا # تميما إذا الحرب العوان اشمعلّت [3]
و لست و إن كانت إليّ حبيبة # بباك على الدنيا إذا ما تولّت