اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه الجزء : 7 صفحة : 266
و قال الرياشي: ليس شيء تغيب أذناه من جميع الحيوان إلا و هو يبيض، و ليس شيء تظهر أذناه إلا و هو يلد. قال: و هذا يروى عن عليّ بن أبي طالب كرّم اللّه وجهه.
و قد نهى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم عن قتل أربعة من الطير: الصرد [1] ، و الهدهد، و الذرّة، و النحلة.
و قالوا: الطير ثلاثة أضرب: بهائم الطير، و هو ما لقط الحبوب و البزور؛ و سباع الطير، و هي التي تتغذى باللحم؛ و المشترك، و هو مثل العصفور، يشارك بهائم الطير في أنه ليس بذي مخلب و لا منسر، و إذا سقط العصفور على عود قدّم أصابعه الثلاث و أخّر الدابرة، و سباع الطير تقدم إصبعين و تؤخر إصبعين و يشارك سباع الطير فإنه يلقم فراخه و لا يزقّها، و أنه يأكل اللحم و يصطاد الجراد و النمل.
قالوا: و العصفور شديد الوطء، و الفيل خفيف الوطء.
و قال صاحب الفلاحة: العقاب و الحدأة يتبدّلان، فيصير العقاب حدأة [2] و الحدأة عقابا؛ و الأرانب تتبدل فتصير الأنثى ذكرا و الذكر أنثى؛ و ذكر الغربان لا يحضن، و كذلك ذكر الإوز و ذكر الدجاج.
و قال كعب الأحبار: ما ذهب طائر في السماء قط أكثر من اثنى عشر ميلا.
و من حديث سفيان الثوري عن أنس بن مالك، قال: عمر الذباب أربعون يوما، و البعوضة ثلاثة أيام، و البرغوث خمسة أيام.
قال: و الحمام تعجب بالكمّون و تألف الموضع الذي يكون فيه، و كذلك العدس، و لا سيما إذا نقع في عصير حلو، و مما يصلحن عليه و يكثرن أن تدخّن بيوتهن بالعلك، و أيمن مواضعها و أصلحها أن يبنى لها بيت على أساطين خشب و يجعل فيه ثلاث
[1] الصّرد: طائر اكبر من العصفور ضخم الرأس و المنقار يصيد صغار الحشرات.
[2] الحدأة: طائر من الجوارح ينقض على الجرذان و الدواجن و الاطعمة و نحوها.
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه الجزء : 7 صفحة : 266