اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه الجزء : 7 صفحة : 260
و قالوا: أطيب الأمم أفواها الزنج و إن لم تستنّ [1] ، و ذلك لرطوبة أفواهها و كثرة الريق فيها؛ و كذلك الكلاب من سائر الحيوان أطيبها أفواها. لكثرة الماء فيها، و خلوف [2] فم الصائم يكون لقلة الريق، و كذلك الخلوف في آخر الليل.
و قالت الحكماء أيضا: كل الحيوان إذا ألقى في الماء سبح: إلا الإنسان و القرد و الفرس الأعسر، فإن هذه تغرق و لا تسبح.
قالوا: و ليس في الأرض هارب من حرب أو غيرها يستعمل الحضر إلا أخذ على يساره؛ و لذلك قالوا: فمال على وحشيّه، و أنحى على شؤمى يديه.
و قالوا: كل ذي عين من ذوات الأربع، السباع و البهائم الوحشية و الإنسية فإنما الأشفار منها بجفنها الأعلى، إلا الإنسان، فإن الأشفار-يعني الهدب.. بجفنيه معا:
الأعلى و الأسفل.
و قالوا: كل جلد ينسلخ إلا[جلد]الإنسان، فإن جلده لا ينسلخ.
عمر بين رجلين في غلام
و حدث أبو حاتم عن الأصمعي قال: اختصم رجلان إلى عمر رضي اللّه عنه في غلام، كلاهما يدعيه؛ فسأل عمر أمّه؛ فقالت: غشيني أحدهما ثم هرقت دما ثم غشيني الآخر. فدعا عمر بالرجلين فسألهما، فقال أحدهما: أعلن أم أسرّ؟قال: أسرّ. قال:
اشتركنا فيه!فضربه عمر حتى اضطجع: ثم سأل الآخر، فقال مثل ذلك؛ فقال عمر:
ما كنت أرى مثل هذا يكون، و لقد علمت أن الكلبة يسفدها [3] الكلاب؛ فتؤدي إلى كل كلب نجله.
و ركب الناس في أرجلهم، و ركب ذوات الأربع في أيديها؛ و كل طائر كفه [في]رجله.