اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه الجزء : 7 صفحة : 258
لحمه، إلا الإنسان؛ فإنه إذا خصى طال عظمه و عرض.
و قالوا: الخصي و المرأة لا يصلعان أبدا، و الخصي تطول قدمه و تعظم.
و بلغني أنه كان لمحمد بن الجهم برذون [1] رقيق الحافر فخصاه؛ فجاد حافره و حسن.
قالوا: و الخصي تلين معاقد عصبه و تسترخي، و يعتريه الاعوجاج و الفدع [2] في أصابعه، و تسرع دمعته، و يتخدّد جلده، و يسرع غضبه و رضاه، و يضيق صدره عن كتمان السر.
و زعم قوم أن أعمارهم تطول لترك الجماع كما تطول أعمار البغال.
و قالوا: إن قلة أعمار العصافير من كثرة الجماع.
و قالوا: في الغلمان من لا يحتلم أبدا، و في النساء من لا تحيض أبدا؛ و ذلك عيب.
و من الناس من لا يسقط ثغره و لا يستبدل منه، منهم عبد الصمد بن علي، ذكروا أنه دخل قبره برواضعه [3] ! و قالوا الضبّ و الخنزير لا يلقيان من أسنانهما أبدا.
و قالت الحكماء: إنه ليس شيء من الحيوان يستطيع أن ينظر إلى أديم السماء غير الإنسان، كرمه اللّه بذلك.
و قالوا: إن الجنين يغتذي بدم الحيض يسيل إليه من قبل السرة؛ و لذلك لا تحيض الحوامل إلا القليل. و قد رأينا من الحوامل من تحيض؛ و ذلك لكثرة الدم. و تقول العرب: حملت المرأة سهوا؛ إذا حاضت عليه. و قال الهذلي:
و مبرّإ من كلّ غبّر حيضة # و فساد مرضعة و داء مغيل
[1] البرذون: يطلق على غير العربي من الخيل و البغال.