responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 7  صفحة : 196

من بخل هشام بن عبد الملك‌

و من البخلاء هشام بن عبد الملك: قال خالد بن صفوان: دخلت على هشام فأطرفته و حدثته، فقال: سل حاجتك. فقلت: يا أمير المؤمنين، تزيد في عطائي عشرة دنانير. فأطرق حينا و قال: فيم؟و لم؟و بم؟أ لعبادة أحدثتها أم لبلاء حسن أبليته في أمير المؤمنين؟ألا لا يا ابن صفوان، و لو كان لكثر السؤال و لم يحتمله بيت المال!فقلت: وفقك اللّه يا أمير المؤمنين و سدّد؛ فأنت و اللّه كما قال أخو خزاعة:

إذا المال لم يوجب عليك عطاءه # صنيعة قربى أو صديق توافقه

منعت و بعض المنع حزم و قوّة # و لم يستلبك المال إلا حقائقه‌

قيل لخالد بن صفوان: ما حملك على تزيين البخل له؟قال: أحببت أن يمنع غيري فيكثر من يلومه.

و خرج هشام بن عبد الملك متنزها و معه الأبرش الكلبي، فمر براهب في دير، فعدل إليه، فأدخله الراهب بستانا له، و جعل يجتني له أطائب الفاكهة؛ فقال له هشام: يا راهب؛ بعني بستانك!فسكت عنه الراهب، ثم أعاد عليه، فسكت عنه؛ فقال له: مالك لا تجيبني؟فقال: وددت أن الناس كلهم ماتوا غيرك!قال: لما ذا ويحك؟قال: لعلك أن تشبع!فالتفت هشام إلى الأبرش فقال: أ ما سمعت ما قال هذا؟قال: و اللّه إن لقيك حرّ غيره.

من بخل ابن الزبير

و من البخلاء عبد اللّه بن الزبير، و كانت تكفيه أكلة لأيام، و يقول: إنما بطني شبر في شبر، فما عسى أن تكفيه أكلة.

و قال فيه أبو وجرة مولى الزبير:

لو كان بطنك شبرا قد شبعت و قد # أبقيت فضلا كبيرا للمساكين

فإن تصبك من الأيام جائحة # لم نبك منك على دنيا و لا دين

اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 7  صفحة : 196
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست