اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه الجزء : 7 صفحة : 197
ما زلت في سورة الأعراف تدرسها # حتى فؤادي كمثل الخزّ في اللّين
إنّ امرأ كنت مولاه فضيّعني # يرجو الفلاح لعبد عين مغبون
و ابن الزبير هو الذي قال: أكلتم تمري و عصيتم أمري!فقال فيه الشاعر:
رأيت أبا بكر، و ربّك غالب # على أمره، يبغي الخلافة بالتّمر!
و أقبل إليه أعرابيّ فقال: أعطني و أقاتل عنك أهل الشام. فقال له: اذهب فقاتل، فإن أغنيت أعطيناك!قال: أراك تجعل روحي نقدا و دراهمك نسيئة! و أتاه أعرابي يسأله جملا، و يذكر أن ناقته نقبت [1] ؛ فقال؛ انعلها من النعال السبتية، و اخصفها بهلب!قال له الأعرابي: إنما أتيتك مستوصلا و لم آتك مستوصفا؛ فلا حملت ناقة حملتني إليك!قال: إنّ وصاحبها.
من بخل ابن الجهم
و من رؤساء أهل البخل محمد بن الجهم، و هو الذي قال: وددت أن عشرة من الفقهاء، و عشرة من الشعراء، و عشرة من الخطباء، و عشرة من الأدباء-تواطئوا على ذمّي، و استهلوا بشتمي، حتى ينشر ذلك عنهم في الآفاق، حتى لا يمتدّ إليّ أمل آمل، و لا ينبسط نحوي رجاء راج.
و قال له أصحابه: إنما نخشى أن نقعد عندك فوق مقدار شهوتك، فلو جعلت لنا علامة نعرف بها وقت استحسانك لقيامنا!قال: علامة ذلك أن أقول: يا غلام، هات الغداء.
و ذكر ثمامة بن أشرس محمد بن الجهم فقال: لم يطمع أحد قط في ماله إلا شغله عن الطمع في غيره، و لا شفع في صديق، و لا تكلم في حاجة محرم، إلا ليلقن المسئول حجّة المنع، و يفتح على السائل باب الحرمان!