اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه الجزء : 7 صفحة : 161
المأمون و ابن أكثم مع آخر
ادّعى رجل النبوّة في أيام المأمون، فقال ليحيى بن أكثم: امض بنا مستترين حتى ننظر إلى هذا المتنبئ و إلى دعواه. [قال يحيى]: فركبنا متنكرين و معنا خادم، حتى صرنا إليه، و كان مستترا بمذهبة، فخرج آذنه و قال: من أنتما؟فقلنا: رجلان يريدان أن يسلما على يديه. فأذن لهما و دخلا، فجلس المأمون عن يمينه، و يحيى عن يساره؛ فالتفت إليه المأمون فقال له: إلى من بعثت؟قال: إلى الناس كافة. قال: فيوحى إليك، أم ترى في المنام، أم ينفث في قلبك، أم تناجى، أم تكلم؟قال: بل أناجى و أكلّم. قال: و من يأتيك بذلك؟قال: جبريل، قال: فمتى كان عندك؟قال: قبل أن تأتيني بساعة!قال: فما أوحى إليك؟قال: أوحى إليّ أنه سيدخل عليّ رجلان، فيجلس أحدهما عن يميني و الآخر عن يساري؛ فالذي عن يساري ألوط خلق اللّه! قال المأمون: أشهد أن لا إله إلا اللّه، و أنك رسول اللّه!و خرجا يتضاحكان.
ابن عباس و متنبئ
تنبأ رجل بالكوفة و أحل الخمر، و لقي ابن عياش، و كان مغرما بالشراب، فقال له: أشعرت أنه بعث نبي يحلّ الخمر؟قال: إذا لا يقبل منه حتى يبرئ الأكمه و الأبرص. و أتى به عامل الكوفة، فاستتابه فأبى أن يتوب و يرجع، فأتته أمّه تبكي، فقال لها: تنحّي ربط اللّه على قلبك كما ربط على قلب أمّ موسى!و أتاه أبوه يطلب إليه، فقال: له: تنحّ يا آزر!فأمر به العامل فقتل و صلب.
بعض الكوفيين مع آخر
و ذكر بعض الكوفيين قال: بينا أنا جالس بالكوفة في منزلي، إذ جاءني صديق لي، فقال لي: إنه ظهر في الكوفة رجل يدّعي النبوّة، فقم بنا إليه نكلّمه و نعرف ما عنده. فقمت معه، فصرنا إلى باب داره، فقرعنا الباب و سألنا الدخول عليه، فأخذ علينا العهود و المواثيق إذا دخلنا عليه و كلمناه و سألناه، إن كان على حق اتبعناه، و إن كان على غير ذلك كتمنا عليه و لم نؤذه؛ فدخلنا فإذا شيخ خراساني أخبث من رأيت
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه الجزء : 7 صفحة : 161