اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه الجزء : 7 صفحة : 162
على وجه الأرض، و إذا هو أصلع؛ فقال صاحبي و كان أعور: دعني حتى أسائله.
قلت: دونك. قال: جعلت فداك، ما أنت؟قال: نبي!قال: و ما دليلك؟قال: أنت أعور عينك اليمنى، فأقلع عينك اليسرى تصير أعمى؛ ثم أدعو اللّه فيردّ عليك بصرك!فقلت لصاحبي: أنصفك الرجل!قال: فاقلع أنت عينيك جميعا!و خرجنا نضحك.
المأمون و آخر
و أتي المأمون بإنسان متنبئ، فقال له: أ لك علامة؟قال: نعم. علامتي أني أعلم ما في نفسك. قال: قرّبت عليّ؛ ما في نفسي؟قال له: في نفسك أني كذاب!قال:
صدقت!و أمر به إلى الحبس فأقام به أياما؛ ثم أخرجه فقال: أوحى إليك بشيء؟ قال: لا. قال: و لم؟قال: لأن الملائكة لا تدخل الحبس!فضحك المأمون و أطلقه.
متنبئ اسمه نوح
و تنبأ إنسان و سمى نفسه نوحا صاحب الفلك؛ و ذكر أنه سيكون طوفان على يديه [يهلك به الناس]إلا من اتبعه، و معه صاحب له قدر آمن به و صدّقه، فأتي به الوالي فاستتابه فلم يتب، فأمر به فصلب، و استتاب صاحبه فتاب؛ فناداه[المتنبئ]من الخشبة: يا فلان، أ تسلمني الآن في مثل هذه الحالة؟فقال: يا نوح قد علمت أنه لا يصحبك من السفينة إلا الصاري [1] !
المأمون و ثمامة مع متنبئ
قال: و حمل إلى المأمون من أذربيجان رجل قد تنبأ، فقال: يا ثمامة، ناظره.
فقال: ما أكثر الأنبياء في دولتك يا أمير المؤمنين!ثم التفت إلى المتنبئ فقال له: ما شاهدك على النبوّة؟قال: تحضر لي يا ثمامة امرأتك أنكحها بين يديك، فتلد غلاما ينطق في المهد يخبرك أني نبي!فقال ثمامة: أشهد أن لا إله إلا اللّه و أنك رسول اللّه!