responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 7  صفحة : 160

ابن حازم و آخر

قال: و إني لقاعد على مجلس عبد اللّه بن خازم و هو على الجسر ببغداد، فإذا بجماعة قد أحاطت برجل ادّعى النبوّة، فقدّم إلى عبد اللّه؛ فقال له: أنت نبي؟قال:

نعم. قال: و إلى من بعثت؟قال: و ما عليك؟بعثت إلى الشيطان!فضحك عبد اللّه بن حازم و قال: دعوه يذهب إلى الشيطان الرجيم!

ابن أشرس و آخر

و قال ثمامة بن أشرس: كنت في الحبس، فأدخل علينا رجل ذو هيئة و بزة و منظر، فقلت له: من أنت جعلت فداك؟و ما ذنبك؟-و في يدي كأس دعوت بها لأشربها-قال: جاءوا بي هؤلاء السفهاء لأني جئت بالحق من عند ربي، أنا نبيّ مرسل!قلت: جعلت فداك!معك دليل؟قال: نعم، معي أكبر الأدلة؛ ادفعوا إليّ امرأة أحبلها لكم، فتأتي بمولود يشهد بصدقي!قال ثمامة: فناولته الكأس و قلت له:

اشرب، صلى اللّه عليك!

ابن عتاب و آخر

محمد بن عتاب قال: رأيت بالرقة أيام الرشيد جماعة أحاطت برجل، فأشرفت عليه، فإذا رجل له جهارة [1] و بنية، قلت: ما قصة هذا؟قالوا: ادّعى النبوّة. قلت:

كذبتم عليه، مثل هذا لا يدّعي الباطل!فرفع رأسه إليّ فقال: و ما علمك أنهم قالوا عليّ الباطل؟قلت له: و أنت نبيّ قال: نعم. قلت له: ما دليلك؟قال: دليلي أنك ولد زنا!قلت: نبيّ يقذف المحصنات؟قال: بهذا بعثت!قلت: أنا كافر بما بعثت به!قال: و من كفر فعليه كفره. فإذا حصاة عائرة [2] جاءت حتى صكت صلعته، قال: ما رماها إلا ابن الزانية، ثم رفع رأسه إلى السماء فقال: ما أردتم بي خيرا حين طرحتموني في يدي هؤلاء الجهال.


[1] جهارة: حسن المنظر و الهيئة.

[2] عائرة: لا يدرى من رماها.

اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 7  صفحة : 160
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست