responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 7  صفحة : 159

المهدي و آخر

ادّعى رجل النبوّة في أيام المهدي، فأدخل عليه؛ فقال له: أنت نبيّ؟قال: نعم.

قال: و متى نبئت؟قال: و ما تصنع بالتاريخ؟قال: ففي أي المواضع جاءتك النبوّة؟ قال: وقعنا و اللّه في شغل!ليس هذا من مسائل الأنبياء؛ إن كان رأيك أن تصدقني في كل ما قلت لك فاعمل بقولي؛ و إن كنت عزمت على تكذيبي فدعني أذهب عنك! فقال المهدي: هذا ما لا يجوز؛ إذ كان فيه فساد الدين. قال: وا عجبا لك!تغضب لدينك لفساده، و لا أغضب أنا لفساد نبوتي؟أنت و اللّه ما قويت عليّ إلا بمعن بن زائدة و الحسن بن قحطبة و ما أشبههما من قوادك. و على يمين المهدي شريك القاضي؛ قال: ما تقول في هذا النبي يا شريك؟قال‌[المتنبّئ‌]: شاورت هذا في أمري و تركت أن تشاورني!قال: هات ما عندك؟قال: أحاكمك فيما جاء به من قبلي من الرسل. قال: رضيت. قال: أ كافر أنا عندك أم مؤمن؟قال: كافر. قال: فإنّ اللّه يقول: وَ لاََ تُطِعِ اَلْكََافِرِينَ وَ اَلْمُنََافِقِينَ وَ دَعْ أَذََاهُمْ [1] ؛ فلا تطعني و لا تؤذني؛ و دعني أذهب إلى الضعفاء و المساكين؛ فإنهم أتباع الأنبياء؛ و أدع الملوك و الجبابرة؛ فإنهم حطب جهنم!فضحك المهدي و خلى سبيله.

القسري و آخر

قال خلف بن خليفة: ادّعى رجل النبوّة في زمن خالد بن عبد اللّه القسري، و عارض القرآن؛ فأتي به خالد؛ فقال له: ما تقول: قال: عارضت في القرآن ما يقول اللّه تعالى: إِنََّا أَعْطَيْنََاكَ اَلْكَوْثَرَ، `فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَ اِنْحَرْ، `إِنَّ شََانِئَكَ هُوَ اَلْأَبْتَرُ [2]

فقلت أنا ما هو أحسن من هذا: إنا أعطيناك الجماهر، فصل لربك و جاهر، و لا تطع كل ساحر و كافر. فأمر به خالد فضربت عنقه و صلب على خشبة؛ فمرّ به خلف بن خليفة الشاعر، و قال: إنا أعطيناك العمود، فصل لربك على عود، و أنا ضامن أن لا تعود!


[1] سورة الأحزاب الآية 48.

[2] سورة الكوثر الآية 1-3.

اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 7  صفحة : 159
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست