responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 7  صفحة : 125

صفة الحسن‌

عن ابي الحسن المدائني قال: الحسن أحمر، و قد تضرب فيه الصفرة مع طول المكث في الكن‌ [1] و التضمّخ بالطيب، كما تضرب بيضة الادحيّ و اللؤلؤة المكنونة؛ و قد شبه اللّه عز و جل في كتابه فقال: كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ [2] .

و قال الشاعر:

كأنّ بيض نعام في ملاحفها # إذا اجتلاهنّ قيظ ليله و مد

و قال آخر:

مروزيّ الأديم تغمره الصّفـ # رة حينا لا يستحق اصفرار

و جرى من دم الطبيعة فيه # لون ورد كسا البياض احمرار

و قالت امرأة خالد بن صفوان له: لقد أصبحت جميلا!فقال لها: و ما رأيت من جمالي، و ما فيّ رداء الحسن و لا عموده و لا برنسه؟قالت: و كيف ذلك؟قال: عمود الحسن الشّطاط [3] ، و رداؤه البياض، و برنسه سواد الشعر.

و قالوا: إن الوجه الرقيق البشرة الصافي الاديم، إذا خجل يحمرّ و إذا فرق يصفر.

و منه قولهم: ديباج الوجه؛ يريدون تلوّنه.

و قال عديّ بن زيد يصف لون الوجه:

حمرة خلطت صفرة في بياض # مثل ما حاك حائك ديباجا [4]

و قال: إن الجارية الحسناء تتلون بلون الشمس، فهي بالضحى بيضاء، و بالعشي صفراء.


[1] الكنّ: تغطية المرأة وجهها حياء من الناس او التستر.

[2] سورة الصافات الآية 49.

[3] الشطاط: الطول و حسن القوام و اعتداله.

[4] الديباج: ثوب لحمته و سداده من الحرير.

اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 7  صفحة : 125
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست