responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 7  صفحة : 104

السلاماني و قريب له‌

و عن الهيثم بن عدي عن ابن عياش قال: اخبرني موسى السلاماني، مولى الحضرمي، و كان أيسر تاجر بالبصرة، قال: بينا أنا جالس إذ دخل عليّ غلام لي فقال: هذا رجل من أهل أمّك يستأذن عليك-و كانت أمه مولاة لعبد الرحمن بن عوف-فقلت: ائذن له. فدخل شاب حلو الوجه، يعرف في هيئته انه قرشي، في طمرين‌ [1] . فقلت: من أنت يرحمك اللّه؟قال: أنا عبد الحميد بن سهيل بن عبد الرحمن بن عوف الزهري، خال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم. قلت: في الرحب و القرب. ثم قلت: يا غلام، برّه و أكرمه و ألطفه، و أدخله الحمام، و اكسه قميصا رقيقا، و مبطنا قوهيا، و رداء عمريا. و حذونا له نعلين حضرميين فلما نظر الشاب في عطفيه و أعجبته نفسه قال: يا هذا، ابغني أشرف أيّم بالبصرة أو أشرف بكربها!قلت: يا ابن أخي، معك مال؟قال: أنا مال كما أنا!قلت: يا ابن أخي، كفّ عن هذا. قال: انظر ما أقوله لك!قلت: فإن أشرف ايّم بالبصرة هند ابنة أبي صفرة. أخت عشرة، و عمة عشرة، و حالها في قومها حالها. و أشرف بكر بالبصرة الملاة بنت زرارة بن اوفى الجرشي قاضي البصرة قال اخطبها علي. قلت: يا هذا، إن أباها قاضي البصرة!قال:

انطلق بنا إليه. فانطلقنا إلى المسجد فتقدم، فجلس الى القاضي، فقال له: من أنت يا بن أخي؟قال له: عبد الحميد بن سهيل بن عبد الرحمن بن عوف خال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم. قال مرحبا بك، ما حاجتك؟قال: جئت خاطبا. قال: و من ذكرت؟قال:

الملاة ابنتك. قال: يا بن اخي، ما بها عنك رغبة. و لكنها امرأة يفتات عليها[في‌] أمرها، فاخطبها إلى نفسها. فقام إليّ، فقلت: ما صنعت؟قال: قال كذا و كذا.

قلت: ارجع بنا و لا تخطبها. قال: اذهب بنا اليها. فدخلنا دار زرارة، فإذا دار فيها مقاصير، فاستأذنا على أمها، فلقيتنا بمثل كلام الشيخ، ثم قالت: و ها هي في تلك الحجرة. قلت له: لا تأتها. قال: أ ليست بكرا؟قلت: بلى. قال: ادخل بنا إليها.

فاستأذنا، فأذنت لنا، فوجدناها جالسة و عليها ثوب قوهي رقيق معصفر، تحته


[1] الطمر: الثوب الخلق البالي.

اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 7  صفحة : 104
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست