اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه الجزء : 7 صفحة : 105
سراويل يرى منه بياض جسدها، و مرط قد جمعته على فخذيها، و مصحف على كرسي بين يديها. فأشرجت [1] المصحف ثم نحته، فسلمنا، فردّت، ثم رحبت بنا، ثم قالت: من أنت؟قال: أنا عبد الحميد بن سهيل بن عبد الرحمن بن عوف الزهري خال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم!و مدّ بها صوته، قالت: يا هذا؛ إنما يمدّ هذا الصوت للساسانيين!قال موسى: فدخل بعضي في بعض!ثم قالت: ما حاجتك؟قال: جئت خاطبا. قالت: و من ذكرت؟قال: ذكرتك!قالت: مرحبا بك يا أخا اهل الحجاز، ما الذي بيدك؟قال: لنا سهمان بخيبر اعطاناهما رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم-و مدّ بها صوته- و عين بمصر، و عين باليمامة، و مال باليمن. قالت: يا هذا، كل هذا عنا غائب، و لكن ما الذي يحصل بأيدينا منك؟فإني أظنك تريد أن تجعلني كشاة عكرمة، أ تدري من عكرمة؟قال: لا. قالت: عكرمة بن ربعي. فإنه كان نشأ بالسواد، ثم انتقل الى البصرة و قد تغذي باللبن. فقال لزوجته: اشتري لنا شاة نحتلبها و تصنعين لنا من لبنها شرابا و كامخا. ففعلت و كانت عندهم الشاة إلى ان استحرمت [2] ، فقالت: يا جارية خذي بأذن الشاة و انطلقي بها إلى التيّاس. فانزي عليها!ففعلت فقال التياس: آخذ منك على المنزوة درهما!فانصرفت إلى سيدتها فأعلمتها. فقالت: إنما رأينا من يرحم و يعطي، و أما من يرحم و يأخذ فلم نره!... و لكن يا أخا أهل المدينة، أردت أن تجعلني كشاة عكرمة. فلما خرجنا قلت له: ما كان أغناك عن هذا!قال: ما كنت أظن أن امرأة تجترئ على مثل هذا الكلام.
ابن علفة و عبد الملك
و عن الاصمعي قال: كان عقيل بن علّفة المري غيورا فخورا، و كان يصهر إليه خلفاء بني أمية، فخطب إليه عبد الملك بن مروان ابنته لبعض ولده، فقال: جنبني هجناء ولدك.