responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 7  صفحة : 103

قال: فخرجت على بغلة لي تركية، فأتيت البصرة في ثلاثين يوما، و وافيته في صلاة العصر، فوجدته قاعدا على دكانه، فسلمت عليه، فقال لي من أنت؟قلت له:

ابن اخيك يعلي، قال: و أين ثقلك‌ [1] ؟قلت: تعجلت إليك حين أتاني كتابك و طربت نحوكم. قال: يا ابن اخي، أ تدري ما قالت العرب؟قلت: لا. قال: قالت العرب: شر الفتيان المفلس الطروب!قال: فقمت إلى بغلتي فأعددت سرجي عليها، فما قال لي شيئا، ثم قال: إلى أين؟قلت: إلى سجستان!قال: في كنف اللّه.

قال: فخرجت فبتّ في الجسر، ثم ذكرت أم طلحة، فانصرفت أسأل عنها حتى أتيت منزلها-و كان طلحة أبرّ الناس بها-فقلت: رسول طلحة، فقالت ائذنوا له.

فدخلت، فقالت: ويحك!كيف ابني؟قلت: على احسن حال. قالت: فلله الحمد! و إذا بعجوز قد تحدرت، قالت: فما جاء بك؟قلت: كيت و كيت. قالت: يا جارية.

ائتني بأربعة آلاف درهم!ثم قالت: ائت عمك فابتن بابنته، و لك عندنا ما تحب! قلت: لا و اللّه لا أعود إليه أبدا، قالت: يا جارية ائتني ببغلة رحالتي. ثم قالت، راوح بين هذه و بغلتك حتى تأتي سجستان. قلت: اكتبي بالوصاة بي و الحالة التي استقبلتها. فكتبت بوجعها التي كانت فيه، و بعافية اللّه إياها، و بالوصاة بي؛ فلم تدع شيئا. ثم دفعت حتى أتيت سجستان، فأتيت باب طلحة، و قلت للحاجب: رسول صفية بنت الحرث. و أنا عابس باسر، فدخل؛ فخرج طلحة متوشّحا، و خلفه و صيف يسعى بكرسي، فقمت بين يديه، فقال: ويلك!كيف أمي؟قلت: بأحسن حالة. قال: انظر كيف تقول؟قلت: هذا كتابها. قال: فعرف الشواهد و العلامات، قلت: اقرأ كتاب وصيتها. قال: ويحك!أ لم تأتني بسلامتها؟حسبك!فأمر لي بخمسين ألف درهم، و قال لحاجبه: اكتبه في خاصة أهلي، قال: فو اللّه ما أتى عليّ الحول حتى تم لي مائة ألف.

قال ابن عياش: فقلت له: هل لقيت عمك بعد ذلك؟قال لا و اللّه و لا ألقاه أبدا.


[1] الثقل: المتاع، أو الحمل الثقيل.

اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 7  صفحة : 103
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست