responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 6  صفحة : 80

أمركم، و إنما كان قوامكم أسيفا و عسيفا-يريد العبد و الاجير-و صرتم اليوم إنما ترعى لكم بناتكم، فليعرض عليّ كلّ رجل منكم رأيه و ما يحضره، فاني متى أسمع الحزم أعرفه. فقال كل رجل منهم ما رأى، و أكثم ساكت لا يتكلم، حتى قام النعمان ابن الحسحاس، فقال: يا قوم، انظروا ماء يجمعكم و لا يعلم الناس بأي ماء أنتم، حتى تنفرج الحلقة عنكم و قد جممتم‌ [1] و صلحت أحوالكم و انجبر كسيركم و قوي ضعيفكم، و لا أعلم ماء يجمعكم إلا قدّة [2] ، فارتحلوا و انزلوا قدّة. و هو موضع يقال له الكلاب، فلما سمع أكثم بن صيفي كلام النعمان، قال: هذا هو الرأي! فارتحلوا حتى نزلوا الكلاب، و بين أدناه و أقصاه مسيرة يوم، و أعلاه مما يلي اليمن، و أسفله مما يلي العراق، فنزلت سعد الرّباب بأعلى الوادي، و نزلت حنظلة بأسفله.

قال أبو عبيدة: و كانوا لا يخافون أن يغزوا في القيظ، و لا يسافر فيه أحد، و لا يستطيع أحد ان يقطع تلك الصحارى، لبعد مسافتها، و ليس بها ماء!و لشدة حرها.

فأقاموا بقية القيظ لا يعلم أحد بمكانهم!حتى إذا تهور القيظ-أي ذهب-بعث اللّه ذا العينين، و هو من أهل مدينة هجر، فمر بقدة و صحرائها، فرأى ما بها من النعم، فانطلق حتى أتى أهل هجر. فقال لهم: هل لكم في جارية عذراء، و مهرة شوهاء [3] ، و بكرة [4] حمراء، ليس دونها نكبة؟فقالوا: و من لنا بذلك؟قال: تلكم تميم ألقاء مطروحون بقدّة. قالوا: إي و اللّه! فمشي بعضهم إلى بعض، و قالوا: اغتنموها من بني تميم!فأخرجوا منهم أربعة أملاك، يقال لهم اليزيديون: يزيد بن هوبر، و يزيد بن عبد المدان، و يزيد بن المأمور، و يزيد بن المخرم، و كلهم حارثيون، و معهم عبد يغوث الحارثي، فكان كل


[1] جمّ: عفا من تعبة.

[2] قدّة: ماء بالكلاب.

[3] الشوهاء: الطويلة الرائعة.

[4] البكرة: الفتية من الإبل.

اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 6  صفحة : 80
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست