responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 6  صفحة : 79

ألا أبلغ أبا حنش رسولا # فمالك لا تجي‌ء إلى الثّواب

تعلّم أنّ خير الناس ميتا # قتيل بين أحجار الكلاب

تداعت حوله جشم بن بكر # و أسلمه جعاسيس الرباب‌ [1]

و مما يدل على أن بكرا كانت مع شرحبيل قول الأخطل:

أبا غسّان إنّك لم تهنّي # و لكن قد أهنت بني شهاب

ترقّوا في النخيل و أنسئونا # دماء سراتكم يوم الكلاب‌ [2]

يوم الصفقة: و يوم الكلاب الثاني‌

قال أبو عبيدة: أخبرنا أبو عمرو بن العلاء قال: كان يوم الكلاب متصلا بيوم الصفقة، و كان من حديث الصفقة أن كسرى الملك كان قد أوقع ببني تميم فأخذ الاموال و سبى الذراري بمدينة هجر. و ذلك أنهم أغاروا على لطيمة [3] له فيها مسك و عنبر و جوهر كثير، فسمّيت تلك الوقعة يوم الصفقة، ثم إن بني تميم أداروا أمرهم، فقال ذو الحجى منهم: إنكم قد أغضبتم الملك، و قد أوقع بكم حتى وهنتم، و تسامعت بما لقيتم القبائل، فلا تأمنون دوران العرب! فجمعوا سبعة رؤساء منهم، و شاوروهم في أمرهم، و هم: أكثم بن صيفي الأسيدي، و الأعيمر بن يزيد بن مرة المازني، و قيس بن عاصم المنقري، و أبير بن عصمة التيمي، و النعمان بن الحسحاس التيمي، و أبير بن عمرو و السعدي، و الزبرقان ابن بدر السعدي، فقالوا لهم: ما ذا ترون؟فقال اكثم بن صيفي، و كان يكني أبا حنش: إن الناس قد بلغهم ما قد لقينا، نحن نخاف أن يطمعوا فينا. ثم مسح بيده على قلبه و قال: إني قد نيّفت على التسعين، و انما قلبي بضعة من جسمي، و قد نحل كل جسمي، و إني أخاف ان لا يدرك ذهني الرأي لكم، و أنتم قوم قد شاع في الناس


[1] الجعاسيس: جمع جعوس، و هو القصير الذميم. و الرّباب: أحياء ضبة.

[2] النسى‌ء: التأخير

[3] لطيمة: عير تحمل المسك و البرّ و غيرهما للتجارة.

اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 6  صفحة : 79
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست