responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 6  صفحة : 81

واحد منهم على ألفين، و الجماعة ثمانية آلاف، فلا يعلم جيش في الجاهلية كان أكبر منه، و من جيش يوم كسرى يوم ذي قار، و يوم شعب جبلة-فمضوا، حتى إذا كانوا ببلاد باهلة، قال جزء بن جزء بن جزء الباهلي لابنه: يا بني، هل لك في أكرومة لا يصاب أبدا مثلها؟قال: و ما ذاك؟قال: هذا الحيّ من تميم قد ولجوا هناك مخافة، و قد قصصت أثر الجيش يريدونهم، فاركب جملي الأرحبيّ‌ [1] ، و سر سيرا رويدا عقبة من الليل-يعني ساعة-ثمل حلّ عنه حبليه و أنخه و توسّد ذراعه، فإذا سمعته قد أفاض بجرّته و بال فاستنقعت ثفتاته‌ [2] في بوله، فشدّ عليه حبله، ثم ضع السّوط عليه، فإنك لا تسأل جملك شيئا من السير الا اعطاك، حتى تصبّح القوم. ففعل ما أمره به.

قال الباهلي: فحللت بالكلاب قبل الجيش و أنا أنظر إلى ابن ذكاء-يعني الصبح -فناديت: يا صباحاه!فانهم ليثبون إليّ ليسألوني من انت، إذ أقبل رجل منهم من بني شقيق على مهر قد كان في النعم، فنادى: يا صباحاه!قد أتي على النعم!ثم كر راجعا نحو الجيش، فلقيه عبد يغوث الحارثي و هو أول الرعيل، فطعنه في رأس معدته فسبق اللبن الدم، و كان قد اصطبح‌ [3] ، فقال عبد يغوث: اطيعوني و امضوا بالنعم و خلوا العجائز من تميم ساقطة افواهها: قالوا: اما دون ان تنكح بناتهم فلا! و قال ضمرة بن لبيد الحماسي، ثم المذحجي الكاهن: انظروا إذا سقتم النعم‌ [4] ، فإن أتتكم الخيل عصبا[عصبا]، العصبة تنتظر الاخرى حتى تلحق بها ، فإن أمر القوم هيّن، و إن لحق بكم القوم و لم ينتظر بعضهم بعضا حتى يردّوا وجوه النعم، فإنّ أمرهم شديد.


[1] الأرحبيّ: نسبة الى بني أرحب، بطن من همدان.

[2] الثفنات: ما يقع على الأرض من أعضاء البعير و الناقة اذا استناخ.

[3] اصطبح: شرب الصبوح.

[4] النعم: الإبل.

اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 6  صفحة : 81
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست