قال أبو عبيدة: هذا اليوم قبل ذات الأثل، و ذلك أن صخرا غزا بقومه و ترك الحيّ خلوا، فأغارت عليهم غطفان، فثارت إليهم غلمانهم و من كان تخلف منهم، فقتل من غطفان نفر و انهزم الباقون، فقال في ذلك صخر:
جزى اللّه خيرا قومنا إذ دعاهم # بعدنيّة الحي الخلوف المصبح [2]
و غلماننا كانوا أسود خفيّة # و حقّ علينا أن يثابوا و يمدحوا
هم نفّروا أقرانهم بمضرّس # و سعر و ذادوا الجيش حتى تزحزحوا [3]
قال أبو عبيدة: غزا عبد اللّه بن الصمة-و اسم الصمة: معاوية الأصغر-من بني غزيّة بن جثم بن معاوية بن بكر بن هوازن-و كان لعبد اللّه ثلاثة اسماء و ثلاث كنى، فاسمه: عبد اللّه، و خالد، و معبد، و كنيته: أبو فرغان، و أبو دفاقة و أبو وفاء، و هو أخو دريد بن الصمة لأبيه و أمه-فأغار على غطفان، فأصاب منهم إبلا عظيمة فاطّردها، فقال له أخوه دريد: النجباء فقد ظفرت. فأبى عليه و قال: لا أبرح حتى أنتقع نقيعتي-و النقيعة: ناقة ينحرها من وسط الإبل فيصنع منها طعاما لأصحابه، و يقسم ما أصاب على أصحابه فأقام و عصى أخاه، فتبعته فزارة فقاتلوه، و هو بمكان