responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 6  صفحة : 31

يوم ذات الأثل‌ [1]

قال أبو عبيدة: ثم غزا صخر بن عمرو بن الشريد بن أسد بن خزيمة و اكتسح إبلهم، فاتى الصريخ بن أسد، فركبوا حتى تلاحقوا بذات الأثل، فاقتتلوا قتالا شديدا، فطعن ربيعة بن ثور الأسدي صخرا في جنبه، و فات القوم بالغنيمة، و جوى‌ [2] صخر من الطعنة، فكان مريضا قريبا من الحول. حتى مله أهله، فسمع امرأة من جاراته تسأل سلمى امرأته كيف بعلك؟قالت: لا حيّ فيرجى، و لا ميّت فينسى، لقد لقينا منه الأمرين!و كانت تسأل أمّه: كيف صخر؟فتقول: أرجو له العافية إن شاء اللّه!فقال في ذلك:

أرى أمّ صخر لا تملّ عيادتي # و ملّت سليمي مضجعي و مكاني

فأيّ امرئ ساوى بأم حليلة # فلا عاش إلا في شقا و هوان‌ [3]

و ما كنت أخشى أن أكون جنازة # عليك و من يغترّ بالحدثان

لعمري لقد نبّهت من كان نائما # و أسمعت من كانت له أذنان

أهمّ بأمر الحزم لو أستطيعه # و قد حيل بين العير و النّزوان‌ [4]

فلما طال عليه البلاء و قد نتأت قطعة من جنبه مثل اليد في موضع الطعنة، قالوا له: لو قطعتها لرجونا أن تبرأ. فقال: شأنكم!فقطعوها فمات، فقالت الخنساء أخته ترثيه:

فما بال عيني ما بالها # لقد أخضل الدمع سر بالها

أ من بعد صخر من آل الشريد # حلّت به الأرض أثقالها [5]

فآليت أبكي على هالك # و أسأل نائحة ما لها

هممت بنفسي كلّ الهموم # فأولى لنفسي أولى لها

لأحمل نفسي على آلة # فإمّا عليها و إمّا لها [6]


[1] ذات الأثل: موضع في بلاد تيم اللّه بن ثعلبة

[2] الجوى: تطاول المرض‌

[3] الحليلة: الزوجة

[4] النزوان: السّودة و الحدّة

[5] الأثقال: أجساد بني آدم‌

[6] الآلة: الشدة و الخطة و الحالة

اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 6  صفحة : 31
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست