اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه الجزء : 6 صفحة : 33
يقال له اللوى، فقتل عبد اللّه، و ارتثّ [1] دريد فبقي في القتلى فلما كان في بعض الليل أتاه فارسان، فقال أحدهما لصاحبه: أني أرى عينيه تبصّ [2] ، فانزل فانظر إلى سبّته [3] . فنزل فكشف ثوبه فإذا هي ترمّز [4] فطعنه، فخرج دم قد كان احتقن.
قال دريد: فأفقت عندها، فلما جاوزوني نهضت. قال: فما شعرت إلا و أنا عند عرقوب [5] جمل امرأة من هوازن، فقالت: من أنت؟أعوذ باللّه من شرك!قلت:
لا، بل من انت؟ويلك!قالت: امرأة من هوازن سيارة. قلت: و أنا من هوازن، و أنا دريد بن الصمّة. قال: و كانت في قوم مجتازين لا يشعرون بالوقعة، فضمته و عالجته حتى أفاق.
فقال دريد يرثي عبد اللّه أخاه، و يذكر عصيانه له و عصيان قومه، بقوله:
أعاذل إنّ الرّزء في مثل خالد # و لا رزء فيما أهلك المرء عن يد [6]
و قلت لعارض و أصحاب عارض # و رهط بني السّوداء و القوم شهدي [7]
علانية ظنّوا بألفي مدجّج # سراتهم في الفارسيّ المسرّد [8]