responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 6  صفحة : 244

فقالت و أرخت جانب السّتر إنما # معي فتحدّث غير ذي رقبة أهلي

فقلت لها ما لي لهم من ترقّب # و لكنّ سرّي ليس يحمله مثلي‌

حتى انتهى إلى قوله:

فلما توافقنا عرفت الذي بها # كمثل الذي بي حذوك النعل بالنعل‌

فقال الفرزدق: هذا و اللّه الذي أرادت الشعراء أن تقوله فأخطأته و بكت على الطلول. و إنما عارض بهذا الشعر جميلا في شعره الذي يقول فيه:

خليليّ فيما عشتما هل رأيتما # قتيلا بكى من حبّ قاتله قبلي‌

فلم يصنع عمر مع جميل شيئا.

لابن عبد ربه:

و من قولنا في رقة التشبيب و الشعر المطبوع الذي ليس بدون ما تقدم ذكره:

صحا القلب إلاّ خطرة تبعث الأسى # لها زفرة موصولة بحنين

بلى ربما حلّت عرى عزماته # سوالف آرام و أعين عين‌ [1]

لواقط حبات القلوب إذا رنت # بسحر عيون و انكسار جفون

و ريط متين الوشى أينع تحته # ثمار صدور لا ثمار غصون‌ [2]

برود كأنوار الرّبيع لبسنها # ثياب تصاب لا ثياب مجون

فرين أديم الليل عن نور أوجه # تجنّ بها الألباب أيّ جنون‌ [3]

وجوه جرى فيها النعيم فكلّلت # بورد خدود يجتنى و عيون

سألبس للأيام درعا من العزا # و إن لم يكن عند اللّقا بحصين

فكيف و لي قلب إذا هبّت الصّبا # أهبّ بشوق في الضّلوع دفين‌ [4]


[1] الآرام: جمع الارم: و هي الحجارة أو نحوها تنصب في المفازة ليهتدى بها.

[2] الريط: جمع الرائطة: و هو كل ثوب لين رقيق.

[3] فرى: شقّ و اجتاز

[4] الصّبا: ريح مهبها من مشرق الشمس اذا استوى الليل و النهار.

اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 6  صفحة : 244
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست