يا ذا الذي نمّ علينا لقد # قلت و منك القول مسموع
لا تشغليني أبدا بعدها # إلا و نمّامك منزوع
ما بال خلخالك ذا خرسة # لسان خلخالك مقطوع
عاذلتي في حبّها أقصري # هذا لعمري عنك موضوع
و في معناه لبشار بن برد:
سيّدي لا تأت في قمر # لحديث و ارقب الدّرعا [1]
و توقّ الطّيب ليلتنا # إنه واش إذا سطعا
و له أيضا:
يقولان لو عزّيت قلبك لارعوى # فقلت و هل للعاشقين قلوب [2]
كثير و شعر لجميل:
الأصمعي قال: سمع كثير عزة منشدا ينشد شعر جميل بن معمر الذي يقول فيه:
ما أنت و الوعد الذي تعدينني # إلا كبرق سحابة لم تمطر
تقضى الدّيون و لست تقضى عاجلا # هذا الغريم و لست فيه بمعسر
يا ليتني ألقي المنيّة بغتة # إن كان يوم لقائكم لم يقدر
يهواك ما عشت الفؤاد و إن أمت # يتبع صداي صداك بين الأقبر [3]
فقال كثيّر: هذا و اللّه الشعر المطبوع؛ ما قال أحد مثل قول جميل، و ما كنت إلا راوية لجميل، و لقد أبقى للشعراء مثالا تحتذي عليه.
الفرزدق و شعر لابن أبي ربيعة:
و سمع الفرزدق رجلا ينشد شعر عمر بن أبي ربيعة الذي يقول فيه:
[1] الدّرع: ليلة ست عشرة و سبع عشرة و ثمان عشرة، الواحدة درعاء، سميت بذلك لاسوداد أوائلها و ابيضاض سائرها.
[2] ارعوى: كفّ و ارتدع.
[3] الصدى: يريد الروح.